حجي عباس،في ليلة من الليالي رأى في منامه رؤيا، رأى شاباً وسيماً،فقال له:من أنت؟ قال:أنا ملك الموت جئتك بهيئة شاب. حجي عباس:وماذا تريد،هل جئت قابضاً أم زائراً؟ ملك الموت:بل جئتك منذراً، فإني بعد ثلاثة أيام،سأقبض روحك،ولكني أخيّرك واحدة من ثلاثة في كيفية موتك،فأمّا أن تموت غرقاً،أو تسقط من على نخلة،أو يلدغك ثعبان في قدمك ! قال له حجي عباس:ولا واحدة منهن أختار،وكلهن أرفضهن،فأنا لا أريد ان اسقط من النخلة،تتكسّر أضلوعي وما بي طاقة على تحمل الألم،والموت غرقاً بالنهر لا أريده،اخشى أن لايجدني أهلي وأبنائي،ولدغة الثعبان أخاف منها بشدة. فزّ حجي عباس من نومه،وهو يفكر بكلام ملك الموت،فأخذ يحدّث نفسه،وقال:ما يهمني ما قاله ملك الموت،أمّا النهر فلا أصل إليه،وأمّا النخلة فلا أصعدها،وأمّا الثعبان فألبس له"چزمة"فلا يستطيع أن يلدغني. مضت الثلاثة أيام،فجاء الى حجي عباس أحد أولاده،وقال له:قد حلّ وقت لقاح النخيل،ولا نعرف كيف نلقحها؟ وخاصة تلك النخلة على شاطئ النهر،فثمرها من أجود الأنواع. قال:لقد ذكرتني يا بني،فأني قد نسيت، حجي عباس،كان لابد عليه ان يلقح النخيل،وإلاّ لم يجن شيء من نخيله،فلبس چزمته وذهب يلقح النخيل،وبعد أن أتم اللقاح،لم تبق عنده سوى تلك النخلة التي تقع على شاطئ النهر،فذهب وحين صعدها جاءه ثعبان فدخل في الچزمه ولدغه،وعلى أثرها سقط من النخلة،ثم تقلّب ووقع في النهر وغرق حجي عباس( والما رضه بجزة رضه بجزة وخروف)!اليوم قصتنا بالاصلاحات مثل قصة حجي عباس،فلا اصحاب نظرية"الشلع قلع" أفلحوا، ولا اصحاب التكنوقراط المستقل نالوا مرادهم،ولا الذين أرادو تكنوقراط محاصصي نجحوا،بل فعلوا الأتعس،ورجعونا على الإدارة بالوكالة،فلا وزير داخلية عندنا اليوم،ولا وزير دفاع،وزيباري على الدرب يسير خلفهم،والله اعلم أين يذهبون بنا؟ حجي عباس،لماذا لم تختر لك واحدة؟!
|