العرق دساس لسابع جد |
قديما كانوا يدققون في الأنساب عند الشروع بالبحث عن عروس ، ويسألون عن أمها وعمتها وجدتها ، وأحيانا كانوا يتعمقون في التدقيق حتى الجد السابع ، ويقولون أن العرق دساس ، ولذلك كان الإختيار سليما ، يثمر عن زواج يدوم ويعمر ،عكس هذه الأيام الذي نشهد فيها حالات الطلاق والخلع أضعاف أضعاف حالات الزواج ، بسبب الإختيار غير المدروس وشطب التنسيب عند البحث عن عروس والإكتفاء بأنها جميلة لها راتب وتعمل!! هذا في المجال الإجتماعي ، وعند الحديث عن المجال السياسي فإن الأمر سيان ، والنتيجة واحدة ، فمثلما يتم الإتفاق على عقد الزواج بين العروسين ، فإن هناك عقدا إجتماعيا بين الحاكم والشعب ، ولا شك أن حسن الإختيار في الحالتين يؤدي إلى متانة العلاقة وديمومتها وإتسماها بالعطاء. ونحن في حقيقة أمرنا كعرب بطبيعة الحال بدأنا نعاني من الخلل في المنظومتين الإجتماعية والسياسية ، فمثلما نعاني من تزايد حالات الطلاق والخلع وانهدام الأسر وتشتيتها ، نعاني أيضا من خلل يتعمق في العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، ما أدى إلى ضرب العلاقة وانهيار العقد الإجتماعي المبرم بين الحكام والشعوب ، ولنا على سبيل المثال لا الحصر ، خير دليل يتجلى في النظام السوري . وقعت بين يدي مؤخرا دراسة للباحث السوري في العلوم السياسية السيد محمد شهاب الدين ، حول المنبت الإجتماعي لعائلة بشار، الذي ثبتته الصهيونية العالمية في حكم سوريا العروبة ، تمهيدا لتأسيس كانتون له يتحالف علانية مع مستدمرة إسرائيل الخزرية بعد تدمير سوريا وتقسيمها. يقول الباحث في مستهل دراسته أنه لم يقم بذلك من أجل إثارة فضول عرقي أو إنتسابي عابر ، بل لفهم المنبت الطبقي المحمل بالأحقاد وعقد النقص التي مكنت حافظ - الذي بدأ عمالته اولا مع المخابرات البريطانية إبان إشتراكه في دورة عسكرية في بريطانيا ، ومن ثم تحول إلى السي آي إيه الأمريكية والموساد الإسرائيلي - بعد تسلمه زمام الأمور في سوريا العربية ، وقدرته على تعطيل عروبتها ، ودخوله في تحالف مع مستدمرة إسرائيل ، وإرتكاب ما ارتكبه من مجازر وجرائم بحق السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والتي لا تعد ولا تحصى ، ناهيك عن المخالفات القومية التي جاهر بها دون ردع من حياء أو خجل ، ومع ذلك أقنع السذج من المثقفين الإنتهازيين العرب بأنه عربي قومي بعثي "ممانع " يدعم المقاومة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ، وقد حكم هو وإبنه سوريا بالحديد والنار مدة خمسين عاما . يقول الباحث السوري ان النصيرية " العلوية" هم فرقة من الشيعة الإمامية لكنهم انشقوا وتم تكفيرهم من قبل الشيعة ، لكن إيران بعد خلع الشاه ردت لهم إعتبارهم وقالت أنهم ينضوون تحت المذهب الشيعي ، ويبدو ان ذلك من أجل توظيف سياسي مستقبلي وهذا ما تم فعلا ، وقد تجلى ذلك في التحالف الإيراني العلوي السوري ضد العراق إبان الحرب العراقية – الإيرانية التي تمنينا لو أنها لم تندلع . يروي الكاتب البريطاني باتريك سيل المقرب من عائلة الوحش في كتابه " الصراع على الشرق الأوسط"، أن مصارعا تركيا مجهولا نزل أواخر القرن التاسع عشر في قرية القرداحة السورية ، وراح صوته يصدح في الناس متحديا إياهم أن يصارعوه ، فتجمهر القرويون حوله يبدون إعجابهم بما يفعل ، لكنهم بدأوا يتأوهون بعد أن رأوا أقرانهم يتساقطون واحدا تلو الآخر على يديه . وفجاة برز له رجل في الأربعين من عمره وامسك به من خصره ورفعه في الهواء ثم طرحه أرضا ، فصاح القرويون : يا له من وحش إنه وحش، وكان هذا الوحش هو سليمان الذي أصبح يعرف فيما بعد ب سليمان الوحش. وفي وراية أخرى فإن عائلة الوحش ، جاءت من أصفهان من أعمال إيران ، ثم انحدرت إلى كيليكية ، وانتهت بمجيء سليمان إلى القرداحة ، وهناك معلومات تشير إلى أن سليمان يدعى سليمان البهرزي من مدينة بهرز، من أعمال شرق العراق وأنه من أصل يهودي ، تم زرعه بين الطائفة العلوية ، لتهيئة عائلته للحكم والسيطرة على سوريا ، وحقيقة ان نسب العائلة يتوقف عند سليمان وهذا ما يؤكد بكل الوضوح والجلاء نسبه اليهودي. تقول الأستاذة سلمى الخير، إبنة الشيخ عبد الرحمن الخير كبير مشايخ الطائفة النصيرية " العلوية" ، للدكتور محمود الدغيم عندما كانت مدرسة للفلسفة في دار المعلمين بالجزائر ، أن حافظ ليس من أهل القرداحة ، وإنما جاء جده سليمان إليها وسكن في البداية ، عند مدخلها أي خارج القرية ، وقد أطلق الناس عليهم آنذاك ، بيت " الحسنة " ، أي الصدقة ، لأن الناس آنذاك كانت تتصدق عليهم ، بسبب تدني ظروفهم المعيشية ، وكانوا فقراء معدمين ، ولم تكن لديهم أملاك في القرية. |