بغداد مبنية بتمر .. فلش وأكل خستاوي

سنترك  الكتابة عن السياسة والسياسيين لان الكتابة عنهما  عمل مقرف  ولننتقل للكتابة عن الخدمات  وما قدمته امانة بغداد  لاعمار  وتجميل  العاصمة بغداد  بعد ان وصلت الى حالة  من التردي  وسوء الخدمات  تستحق الرثاء والبكاء على اطلال  مدينة كانت بامس حاضرة الدنيا وقبلة للسواح .. فبغض النظر عن الانتماء ات  الحزبية المقرفة  للمسؤولين  المكلفين  باداء الخدمة العامة  وبغض النظر عن  الشخوص المكلفة باداء الواجب  سواء كانت هذه الشخوص موالية  للنظام البائد او النظام الحالي فان  المؤشرات تؤكد ان بغداد بالامس كانت اجمل وانظف لا بل كانت بغداد مفخرة لكل العراقيين  .. قد أتهم بتهمة الشذوذ السياسي لكن الحقيقة يجب ان تقال بصراحة وموضوعية  بعيدا عن  " البسبسة " في الغرف المظلمة  خوفا من ان يزعل فلان ويعترض علان  من  المسؤولين بعد  اتهامهم بتهم غير مبررة  ..  ان الكتابة عن  تردي الخدمات قد توقعنا في  دائرة المساءلة  ليس من قبل المسؤول المثقف الواعي والحريص على البلاد  بل من قبل الاشخاص  الجهلة والسراق والغير مدركين لمعنى المسؤولية  او  من يطلق عليهم  " اللوكية " او " الوصوليين " من رجال الظل  بهدف تحقيق غايات  غير قانونية " لغاية في نفس يعقوب " فاخبروني بالله عليكم ماهو مدى الانجاز المتحقق لاعمار مدينة بغداد .. 
هل اصبحت بغداد اجمل وانظف من دبي التي وصفها البعض ب " الزرق ورق " .. هل اصبحت شوارعها  اكثر انسيابية و اجمل وانظف من شوارع نيويورك  .. ما هذه المهزلة .. بالله عليكم اين  يقع موقع العاصمة بغداد من  عواصم العالم  .. 
فعاصمتنا الحبيبة التي كانت محط  انظار السواح يزورونها للتمتع باجواءها الجميلة  وتراثها الخالد باتت مكب للازبال حيث يتراءى  للناظر اينما تجول في  احياءها وشوارعها  ان امانة بغداد تمر حاليا في  فترة سبات او انها  في اجازة  ولربما تكون الامانة قد لقيت حتفها في انفجار وتم تشييعها ودفنت مع الشهداء  حالها حال العديد من المؤسسات الخدمية  التي باتت اسم بلا مسمى .. والسؤال .. هل نبكي الامانة ام نبكي حالنا ووضعنا  الخدمي المقرف .. ولنضع النقاط على الحروف  ونسائل نفسنا .. ما هي  اسباب وصولنا  الى هذا الحال المزري .. 
والاجابة على هذا السؤال  لايتطلب  عملية بحث وتحري  وكتابة الاسباب والمسببات وتشكيل اللجان الرئيسية واللجان الفرعية برئاسة اوصاية فلان وعلان  السبب هو وجود  عدم رؤية  لاختصاص المسؤول المكلف باداء  هذه المسؤولية  فمسؤولية   ادارة المؤسسات الخدمية تتطلب ان  يكون المسؤول مهيأ لمتابعة العمل  ميدانيا وليس الجلوس  وراء المكتب والتنظير والتأطير وشرب القهوة والشاي  .. اما مسألة  الاختصاص  فهي من المساءل المهمة  في تطوير العمل  فمثلما لايجوز  ان يشغل  امامة مسجد  شخص  يحمل صفات الرذيلة والفجور لايجوز ان يشغل مؤسسة حكومية  شخص لايمتلك الخبرة ولا الدراية في  ادارة  المؤسسة .فالمؤسسة الخدمية هي مسجد للمسؤول يقدم لها فروض الطاعة  والاخلاص من خلال العمل الملموس . ووسط الاوضاع الخدمية  المتردية التي تمر بها العاصمة بغداد  ثمة سؤال  مطروح للمناقشة .. هل نبكي ام نضحك على حالنا  وحال عاصمتنا اجيرونا  اجاركم الله قبل ان  تصبح بغداد مستنقع  ونصبح نحن عباد الله  ديدان  تتغذي على النفايات  خاصة وان موسم الشتاء على بات على الابواب  .. ولنكن اكثر انصافا وننظر الى  مدن ليست بعيدة عن  بغداد .. مدن  كانت بالامس مسرحا لحروب طاحنة  بين الحكومة المركزية في بغداد  والثوار المنتفضين من اخوتنا الاكراد  في اقليم كردستان  هذه المدن  شهدت  عمليات بناء وتطوير وبفترة زمنية  غير محسوبة في عمر الزمن الافتراضي   فاصبحت جنه من جنان الارض  يشهد لها القاصي والداني من ابناء شعبنا  .. فمتى  يشعر المسؤول  ان المسؤوليه  تكليف وليس تشريف  فيشمر عن ساعده  لبناء  وتطوير عاصمة  لها امتداد تاريخي كانت محطة  ومنارا  لكل شعوب العالم .. متى .. اشك في ذلك