" رنين تبوني " .. من يهتك قداسة من ؟

لن ندعها تتعرى امام الجمهور وكما عودت جمهورها بالتعري امامهم لتظهر مفاتن جسدها الشفيف الغيدق بطراوة الملمس   .. لن ندعها تمارس الحميمية برومانسيتها المعهودة وحركاتها الطافحة بالجنس والخيال والتي فاقت برومانسياتها الممثلة الامريكية بريجريت باردو   .. وكذا فنحن لانستطيع من جعلها تضاجع الشباب امام الملأ وكما فعلتها بمهرجانات عدة اقيمت في العديد من الدول من اجل ان تستفز ذكور الطاعنين بالسن  !!! .. وهي ان ارادت الرقص فحتما سنجبرها على لبس عباءة محتشمة كونها لاتؤدي وصلتها الراقصة الا وهي شبه متعرية .. " - لن تدخل رنين تبوني الى النجف ؟؟؟؟
وكيف لها ان تدخل ؟؟ فبدخولها ستسقط قداسة المدينة في وحل الهتك والعهر والتسافل الاخلاقي   .. كيف لقدم رنين ان تطأ مدينة الامام علي عليه السلام وهي ما انفكت تخط المجون والفساد وسوء الخلق واينما حلت !!!  ..
هكذا هناك من العقليات المؤدلجة بادلجة الاسلام السياسي تصور المشهد وتنظر وتدعوا بالويل والثبور وصارت تهدد مسؤولي المدينة وتدعوهم بمنع " رنين الشاعرة "  من دخول المدينة ومشاركتها في مهرجان كان له ان يقام في ايام العيد من اجل اضفاء البسمة على اطفالنا .. فحتى هذه المناسبة  استخسرتها  بعض الاحزاب الاسلامية وتابيعهم بالاهالي .. ولا لشيء سوى ان رنين في شعرها " تهتك  " !!!!!  ..
 لقد تناسى هؤلاء التابعين ان الفساد والفاسدين الذي بسببه انهار الاقتصاد العراقي واصبح البلد  يعيش حقب ماقبل الثورة الصناعية  هو الهتك بعينه لقداسة المدينة وقداسة العراق حيث جميع تربة العراق مقدسة دونما استثناء  .. ان عدم تقديم الخدمات وعدم توفير الامن هو افدح هتك لقداسة المدينة وقداسة بلدي  . ونرى ان القضاء على الفساد  الذي اطاح بالعراق  وهوى بمكانته الى الحضيض ، هو الحيز الاكبر كان تأخذوه باهتماماتكم .. حاكموا المسببين من قياداتكم قبل ان تحكموا القيود وتكبلوا الحريات وتسجنونا في سجون افكاركم البالية والمتحجرة .  استمالت عطف البسطاء والضحك عليهم باساليبكم المعهودة في النقر على الوتر الديني هو ذا ديدنكم - متخذين من مسمى القداسة الذي لاتعلمون كيف تساوقونه مع الاحكام والفتاوى الشرعية لمراجعكم انتم وليس مراجع الملل البقية . شعارا ترفعونه مع كل " مناسبة حياة " ثم وفق اي معنى اصطلاحي علميا كان ام فقهيا بنيتم العلل والمسببات الداعية الهتك ؟ وهل لكلمات في شعر جاد بها خيال شاعرة متبنى لتلكم العلة القاضية للهتك  ؟ . حمدا لله لم يك هذا اللوبي الاسلاموي موجودا في زمن شاعر العرب الاكبر محمد محمد الجواهري ولا زمن الذي سبقه السيد الجليل العالم محمد حسين الحبوبي . ولا لرموهم بالزندقه ولنفوهم خارج العراق ان لم يقوموا بحرقهم او رميهم من البنايات الشاهقة  . فهذان الشاعران العظيمان  لايحتاجان لمعرف مثلي يكتب سيرة حياتهما حيث كتب عنهم الكثير من ارباب الشعر والادب . ومع ماكانا يمتازان في شعرهما من استخدام لجمل وعبارات فاضحة ماجنة متهتكة سواء في مديح كان لكأس الخمر ام لانثى صبت عليه هيجانا صرعته عند مرورها "  عل الرصيف " ! ...
يقول السيد السعيد الحبوبي في قصيدة له يتغزل بصبية كرخبة سلبت منه لب حشاشة عقله وهو السيد الورع والفقيه العالم لكنما هذا لم يمنعه ان يتماهى مع انساتيته ورغباته وقلبه الرهيف وهي احقية بشرية  :
يا غزال الكرخ وا وجدي عليك   كـاد سـري فيـك أن  ينهتكا
هذه الصهباء والكأس لديــك      وغرامـي في هـواك احــتنكا
فاسقني كأساً, وخذ كأساً إلـيك     فلذيــذ العـيش أن نشـــتركا
إترع الأقــــــداح راحـاً قرقفاً     فلمُاك العذبُ أحلـــى مرشفــا.... الى اخر القصيدة .وعلى الرغم من ان كبيرنا الحبوبي لم يتعود على منادمة الراح وشرب الأقداح . الا انه قد تغنى بالكأس ومنادمته فصوره بابهى صور التغني ، حيث قال :
شمس الحمياّ تجلتْ في يد الساقي ...  فشعَّ ضوء سَناها بين آفاق
سترتها بفمي كي لا تنمّ بنا ...  فأججتْ شُعلة ً مابينَ آماقي
تشدو أباريقها بالسكب مفصحة ...   يشرى السليم فهذي رقية الراقي
خذها كواكب أكواب ٍيشعشعُها ...  ما يحتسي الطرف من أقداح أحداق .
وعلى الرغم من الزمن الذي عاصره الحبوبي وطبيعة المجتمع وانغلاقه  انذاك وعمق الصراعات السياسية  الا ان شعره كان متقبلا فيه وحتى ان واتته المنية في الشعببة  ليدفن في الصحن الحيدري المطهر عام 1914 م . نعم دفن في البقعة المباركة ولم يشكل اي من علماء النجف الاجلاء 
في حينها على مكان دفنه .وهذا شاعر العرب الاكبر المرحوم الجواهري المولود في مدينة النجف الاشرف من اسرة عريقة عرفت بالتزامها الديني ،  فلطالما تغنى بالنساء وغزلهن في قصائد لم يخفي فيها الشاعر احاسيسه وحبه للانثى  ، فحوت من المجون والهتك والعري مافاق التصور ، يقول شاعرنا الجواهري باحدى قصائده بعد ان هجرته معشوقته " انيت " وهو يعيش في المهجر :
ههنا، ههنا، مكانُكِ أمسِ ههنا، مسّ أمسِ رأسُكِ رأسي

ههنا أمسِ، أمسِ، ذوّبتُ نفسي
في يبيسٍ من الشفاهِ الظّوامي
تتساقى مِن القلوب الدّوامي)
و.... (رفّ جُنْحُ الدّجى ((أنيتُ)) عَليّا رفّةً خِلتُ وَقْعَها في عظامي
كان أحنى، وكان أشهى إليّا لو طَواني عنه جَناحُ الحِمام
ِ لو تعوّضتُ ثَمّ عن مُقلتيّا مُقلَتي
ْ هانِىءٍ تعرّى فناما و تناسى اللّذاتِ والآلام ..
ويقول ايضا :
ثم كانت دعابة.. فمجون ******* فارتخاء.. فلذة.. فانغماسه
وعلي اسم الشيطان دست عضوضاً * ناتيْ الجنبتين، حلو المداسه
لبداً.. تنهل اللبانة مــــــنه *****لا بحزن ضرس.. ولا ذي دهاسه
وكان العبير في ضرم اللـــــذة ********يذكــــــــي بنفحةٍ أنفاسه
كأن الثقل المؤرجح بين الصدر****** والصدر.. يستطيب مراسه
وكأن (البديع) في روعة الأسلوب****** يملي(طباقه) و(جناسـه)
لك في هذه الحياة نصيـــــــــــبٌ ****** أغنمية انتهازه وافتراسه
تارة صاحبي يصفق كأســــــــي ****** وأنا تـــــــارة أصفق كاسه
لا (الحسين الخليع) يبلغ شأونا *****ولا (مسلم) ولا ذو (النواسه)
قال لي صاحبي الظريف وفي ** الكف ارتعاش وفي اللسان انحباسه
أين غادرت (عِمّةً) واحتفاظاً ***** قلت : إني طرحتها في الكُناسه ... الخ من ابيات القصيدة ..
فهل بعد هذا الشعر من مجون ليخط بعد ذاك خمسة عشر بيتا من قصيدته العينية في رثاء الامام الحسين عليه السلام  بالذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي الى الرواق الحسيني الطاهر في كربلاء المقدسة .
يصرح الجواهري بمطلعها :
فداء لمثــــواك من مضـــجـــع تنــور بالأبـلــــج الاروع
                                                    بأعبق من نفحات الجــنان روحـــا ومن مسكها أضوع
ورعيا ليومك يوم الطفوف وســقيا لأرضك من مصـرع
                                                    وحزنا عليك بحــبس النفوس على نهـجك النير المهيع
وصـــوتا لمجــدك من أن يذال بما أنت تأبــاه من مــبدع
                                                     فيا أيـــها الوتر في الخـــالدين فذا الى الآن لم يشـــفع


ويا عظـــة الطـــامحين العظــام للاهين عن غدهم قنّع
                                                     تعـــليت من مفـــزع للحــتوف وبورك قبرك من مفزع


تلــوذ الدهور فمن ســــجد على جــــانبيه ومــن ركـــع
                                                     شـــــممت ثراك فهب النسـيم نسـيم الكرامة من بلـقع


وعفرت خدي بحيث اســـتراح خد تــفرى ولم يضرع
                                                     وحيث ســـنابك خيل الطغاة جـــالت عليه ولم يخشـع
وخلت وقد طـارت الذكريات بروحي الى عالم أرفـــع
                                               وطـفت بقـبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبـدع


كــأن يــدا من وراء الضـريح حمراء مبتورة الاصبع
                                               تمد الى عالم بالخــنوع والضــيم في شـــرق مـتــرع
هكذا كانت العقول النيرة والافكار التي لم تلوثها بعد عقول المتحجرين من الظلاميين الكارهين للحياة لتتقبل الجواهري كشخصية شعرية بحته
لايخامر ذهنيتها كونه اكان مؤمنا ام ظالا ، ولذا خلد شعره في اطهر بقعة بعد الكعبة المشرفة .