الدبلجة عقول أجنبية الفكر عربية اللسان |
من فتحة الباب المطلة على مدخل الدار يراقب خروجها الاول متحرياً دقاىئق نشاطه اليومي ، هي غير قادرة على تمييز الواقع من الخيال ،يشتد الصراع ويتحول المسار من التحري الى الشك فينفرط العقد بينهما وتنتهي حلقات حياتهم الزوجية بابغض الحلال . لم تكن القصة من قصص الصراع الدرامي في شاشات الفضئيات إنما قصة عشت وقائعها بعد دخول الاحتلال الامريكي للعراق ودخوله عصراً جديداً في عالم المعلومات والاتصال وغزو الصحون اللاقطة اسطح البيوت العراقية ليجد المجتمع نفسه اسير الالاف من القنوات الفضائية التي تسخر كل طاقاتها لتحقيق اسره لتشكيل او تغير مواقفه واتجاهاته وسلوكه ليتطابق مع الاستراجية والاهداف التي تاسست من اجله القناة ، فعائلة ابو احمد من العوائل التي يمكن وصفها عائلة تعيش تعيش حالة استقرار اجتماعي قبل الاحتلال والاسر، فقد وقعت العائلة اسيرة تلك القنوات فتستهلك ام احمد ما يقاري على ست ساعات يومياً امام الشاشة ومعظم ذلك الاستهلاك في مشاهدة المسلسلات في مشاهدة المسلسلات والافلام المدبلجة متنقلة من قناة الى اخرى تعيش الصراعات الدرامية التي ينسجها خيال المؤلف وكاتب السيناريو متاثرة جداً بابطال ذلك الصراع الذي دائماً ما يحرص المخرج على تقديمه بانه( شجاع نبيل وسيم عاشق والقادر على القيام بكل شيئ ) بالمقابل الذي كان من افراد الجيش العراقي الذي حله الاحتلال يعيش حالة من الاحباط والتذمر لجلوسه في المنزل عجز ابو احمد ان يكون روميو او يتشبه بابطال الدراما المدبلجة الخيالين الذين تحرص زوجته اقتفاء اثرهم فشلت كل محاةلاته امازة الواقع من الخيال من ذهنها لتنتهي القصة بالطلاق .
ان المشاهد الاستفزازية اليومية والواقع المرير الذي افرزه الاحتلال الامريكي على المجتمع العراقي دفعهم للهروب من هذا الواقع المؤلم بكل تعقيداته بحثاً عن ما يشبع رغباتهم بخيال ممتع ، ووفق نظرية الاستخدام والاشباع فان الافراد يوصفون بانهم مدفوعين بمؤثرات نفسية واجتماعية لاستخدام وسائل الاعلام بغية الحصول على نتائج خاصة يطلق عليها ” الاشباعات ” وان المسلسلات والافلام المدبلجة وغيرها هي في حقيقتها تشكل استخدامات يبحث عنها المشاهد وتشكل نوعاً من الاشباعات التي اثبتتها العديد من الدراسات فالانسان بحاجة الى اشباع حاجات كثيرة منها النفسية والترفيهية والمعرفية والاجتماعية ، الا ان هذا الاستغراق المفرط والغير المقيد بهذا الخيال الخصب باستمرار وخصوصاً النساء قد يجدن حياتهن رتيبة وبعيدة عن الاثارة ويشعرن بالهوس تجاه نمط الحياة الغربية المعروضة بالدراما وبذلك تفتر الحياة العاطفية بين الزوجين شيئاً فشيئاً . يقول الدكتور ابراهيم امام وهو من اوائل اساتذة الاعلام العربي ( ان اخطر ما في التلفزيون هو ذلك التاثير التراكمي المترسب ) ، وتكم خطورة التاثير التراكمي بانه يزداد يوماص بعد يوم حتى تصبح الصورة التلفزيونية متوغلة في نفس المتلقي ومؤثرة في سلوكه وتقوده لتكوين حياة مثلى صنعها التلفزيو واقامها مقام الحياة الواقعية وتجعله مقلداً ومحاكياً لكل ما تعرضه مضامين هذه المسلسلات ومتشبث بها دون تفكير بمردود هذا التقليد سلباً او ايجاباً. ويشكل هذا التقليد موضع قلق عند علماء الاجتماع والنفس لما يسببه من تاثيرات اجتماعية ونفسية وثقافية تتمثل بتفاقم الجريمة والعنف وازدياد ظاهرة السلوك الانحرافي وتفشي الامراض الاجتماعية والنفسية وتاثيراته الثقافية على المجتمع لهذا نتوقع نتوقع ان تنشا مشكلات اجتماعية تاخذ ابعاد واضحة في الحياة الاجتماعية مستقبلاً ما لم تكن هناك ثورة من الدراسات الاعلامية والاكاديمية التي تتناول هذه الظاهرة بمنهجية علمية وتحاول رصد الظاهرة وتوصيفها وتحليلها ومن ثم الارستشاد بنتائج هذه الدراسات في تعزيز الاثار الايجابية لهذه الظاهرة والتقليل من اثارها ويؤسس لميثاق اخلاقي للاعلام العربي يحمي مجتمعنا من الطوفان المتلاطم للصورة التلفزيونية الذي اسقط الحواجز وان لا نكتفي بالزوارق الصغيرة او طوق نجـــاة . |