لا يقهر Invictus .. بقلم/ د. حيدر محسن جارالله |
العراق تايمز: كتب الدكتور حيدر محسن جارالله كنت محظوظا اليوم و انا اشاهد فيلم لا يقهر للمبدع مورغان فريمان و هو فيلم مأخوذ عن كتاب ( اللعب الى جانب العدو ) للصحفي جون كارلين و هو سيرة ذاتية لنيلسون مانديلا الزعيم الذي قاد التحول الديمقراطي في جنوب افريقيا من نظام الفصل العنصري الى دولة ديمقراطية متعددة الأعراق . في الكتاب و بدرجة اقل في الفيلم يناقش الكاتب نضال مانديلا بعد توليه الحكم في تغيير المجتمع الجنوب أفريقي من مجتمع مشحون بالبغضاء و التنافر بين البيض من ناحية و الملونين و السود من الناحية الاخرى الى مجتمع واحد موحد ، فالبيض كانوا أقلية تحكم البلد طوال قرن و نصف مارسوا فيها كل انواع التعسف و الجرائم بحق الانسان و شهدت جنوب افريقيا أسوأ سياسات القمع التي عرفها التاريخ . و في لحظة من لحظات انتصاف القدر تحولت السلطة الى الأكثرية السوداء و لكن هنا جاء دور ( ماديبا كما يدعوه السود ) او نيلسون مانديلا كما أسمته معلمته البيضاء ليثبت للجميع روح التسامح و التسامي فوق الضغائن و يدعو لتناسي الماضي و بناء الدولة بعيدا عن هواجس الثأر التي تحطم المستقبل . قاد مانديلا البلد بكثير من المحاربة لأهواء المنتصرين السود رغم ما عانوه من مظلومية من البيض و علم بني جلدته كيف يتعامل الشرفاء مع اعدائهم السابقين بعقلانية و اخلاق و كان ذكيا و هو يدير الأمور بعيدا عن دائرة الانتقام . أسس لجنة الحقيقة و المصالحة التي استمعت للشهادات من الطرفين الظالم و المظلوم و لم يسمح بالاعمال الانتقامية الهوجاء معتمدا على شعبيته كقائد و كزعيم عانى اكثر من غيره من ظلم البيض . نحن الأكثرية المظلومة نحتاج الى اكثر من روح الانتقام و لا يزايد احدهم و يقول ربما ان كاتب هذا المقال لم يكتو بنار الظالمين . بلى انا اكتويت فلي عّم اعدمه صدام و لي أب اعتقله و اضطهده العفالقة و خال سجنه المجرمون البعثيون و لي اخوين استشهدا على يد الإرهابيين و ام ماتت ثكلى من الحزن و لكني مستعد لإرجاء امر المجرمين الى الله بحثا عن عدالة الكريم لا عدالة المنتقم ... بحثا عن سعادة الأجيال القادمة من أولادي و أحفادي . و لنتعلم من مانديلا بعد ان عجزنا ان نتعلم من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم للأسف شاهدوا لو سمحتم invictus |