عاهرات بغداد.. قطيع مات صاحبه فحلت عليه الفوضى

الزمان برس

يعتبر العراق من البلدان غير الاسلامية إلى حدٍ كبير مقارنة بالدول الجارة٬ كالسعودية وايران ودولاً اخرى٬ اذ توجد فيه مناطق مخصصة لبيوت الدعارة٬ ومناطق فيها ملاهٍ ليلة "مجازة"٬ فضلا عن البارات وغيرها من اماكن الترفيه "الروحية". لكن.. هذا كان سابقا٬ حيث كانت تلك الامكان مقننة٬ يقصدها الراغب فقط٬ في الوقت الذي تخلو مناطق اخرى من تلك الاماكن بشكل نسبي كبير٬ وحتى إن وجدت٬ فأنها تكون سرية للغاية٬ ولا يعلم بوجودها إلى زبائنها "الثقاة". في الوقت الحالي٬ تغير كل شيء٬ ولا يخفى على الاغلب المناطق التي تحتوي على بيوت الدعارة في وسط بغداد٬ الا ان تلك البيوت صارت كـ"مضافات ارهابيين"٬ تُقتحم بين الحين والآخر من قبل جماعات مسلحة تحمل شعارات دينية مناهضة للدعارة والخمر٬ وما ان تبزغ الشمس حتى ينتشر خبر "الجريمة" وتنتشر معه صوراً لفتيات عاهرات اجسادهن مغطاة بالدماء. هذا الامر ازداد بشكل كبير في السنوات الاخيرة٬ فنتج عنه امورً سلبية القت بظلالها على المجتمع بشكل عام.. كيف ذلك؟

في البداية لابد ان يعلم الجميع ان الاكثر الاعم من العاهرات لن يتركن عملهن لاي سبب من الاسباب٬ فهن على الاغلب هاربات من جحيم القبلية اللواتي كن يعيشهن عند اهلهن٬ او انحراف خلقي لازمهن منذ الطفولة حتى اصبحت الدعارة جزء لا يتجزأ منهن٬ واخريات بظروف مختلفة٬ وان تعددت الاسباب فالعمل واحد لا يمكن تغييره مهما ضيق عليهن المجتمع الخناق. بعد ان اصبحت بيوت الدعارة٬ كما لو انها بيوتا محتلة من مجاميع ارهابية تهدد الامن القومي٬ اضطرت العاهرات إلى ايجاد البديل٬ وهنا تكمن المشكلة٬ فالبديل اسوء حالاً من الاصل. يقول علي القاسم٬ استاذ في علم النفس٬ إن "الاسلوب المتبع في محاربة العاهرات كان خاطئاً.. وها نحن اليوم نرى نتائج تلك الاخطاء٬ فالعاهرات انتشرن بشكل كبير جداً في مختلف المناطق وعلى كافة الاصعدة٬ فاليوم نرى العاهرة في الشارع والكوفي شوب٬ والنادي٬ وصالونات التجميل حتى٬ ومواقع التواصل الاجتماعي٬ وفي الباصات٬ والمتنزهات٬ والمسارح٬ والتلفزيون٬ وحتى قرب الاضرحة الدينية (بحجة الزواج الشرعي المنقطع)٬ واماكن اخرى عديدة٬ بعد ان كن في اماكن مخصصة يخيم عليها القانون وتفرض العقوبة على المخالفات". كانت بيوت الدعارة٬ في عهد النظام السابق٬ تدفع ضريبة٬ حالها حال سائر الاعمال الحرة الاخرى.. لها حقوق وعليها واجبات٬ لكنها باتت محاربة٬ مما دفعهن إلى الخروج نحو الشارع٬ ليلقين ظلالهن سلبا على المجتمع٬ وهنا نضرب عدة امثلة على حالات خلفتها محاربة العاهرات. يقول ضابط رفيع المستوى في مكتب مكافحة بغداد٬ الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه٬" وجدنا حالات كثيرة٬ الجاني فيها امرأة والمجني عليه مراهق او شاب او حتى رجل٬ تم استدراجه عن طريق الاثارة الجنسية٬ بسبب ما يعانيه اغلبية الشباب من الحرمان في هذا المجال لما تفرضه عليه عادات المجتمع وتقاليده٬ فتكون النتيجة٬ اما حالات اختطاف ومساومة٬ او سرقة وتسليب٬ او تصل في بعض الاحيان إلى القتل". ويضيف الضابط بالقول: "جاءنا بلاغ من مشتكي في احد الايام٬ نصه: انا سائق اجرة٬ اوقفتني فتاة شابة معها امرأة بالخمسينات من عمرها في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد في تمام الساعة الثامنة مساءً٬ طلبت مني ايصالها إلى السيدية٬ دون ان تسألني عن حق الاجرة٬ وفي الطريق قالت لي ام الفتاة (حسب اعتقادي)٬ هل انت متزوج٬ فقلت لها لا٬ ثم فاجأتني٬ كيف تتحمل السموم في داخلك وانت في ريعان شبابك٬) كيف تصبر على عدم ممارسة الجنس)٬ حينها اعجبني الموضوع٬ فقلت لها ماذا افعل؟٬ قالت لي هل تعجبك ابنتي.. مارس معها ان احببت مقابل ان توصلنا إلى منزلنا مجانا وتعطيني 25 الف دينار٬ فتمارس معها ساعة واحدة فقط". ويكمل الضابط عن لسان المتقدم بالبلاغ: "وافقت مباشرة٬ وبدأت انظر لبنتها عبر المرآة وخيالي بدأ بتخيل اللحظات التي اضاجعها بها.. وصلنا إلى منزلها فطلبوا مني ان ادخل معهم٬ ولن اتردد صراحة.. دخلت واقتادتني الفتاة٬ التي كان من المقرر ان اضاجعها بالحقيقة بعد ان مارست معها بخيالي خلال الطريق٬ الى غرفتها٬ واحتضنتني بقوة كي تغريني٬ الا ان باب الغرفة انفتح بشكل كاد ان يكسر٬ وما لي ارى رجلين كأنهما من عصابة مشهورة٬ بشوارب سميكة وكرش لا تستره ملابس". يتابع السائق حديثه٬ وفقا لضابط المكافحة: "يا ويلي حلت علي الكارثة٬ فقال احدهما٬ )) تريد انكتلك بحجة الشرف٬ لو تفرغ كل الي بجيبك والي بسيارتك وتتوكل بهدوء ))٬ ففعلت ما امراني به٬ واعطيتهم مبلغا كنت حصلت عليه من اللف في الشوارع منذ الصباح٬ وفوقها مبلغ كنت قد حملته معي صباحا تحسبا لاي طارئ قد يحدث". لقد سرقوني 180 الف دينار٬ مع هاتف سامسونج كالاكسي نوت ٬3 وساعة وخاتم٬ ثم قالوا لي٬" إن رأينا وجهك مرة اخرى٬ فستكون نهايتك"٬ بحسب السائق. وهنا يقول ضابط مكافحة الاجرام: "في مثل هذه الاحوال يصعب اتخاذ القرارات٬ فالمشتكي لا دليل عنده٬ ولا شاهد لما حدث٬ و(القانون لا يحمي المغفلين)٬ رغم اننا قمنا بالتحقيق والبحث٬ ولكن يبدو ان الجناة٬ متمرسين محترفين". ويقول منتسب في الامن الوطني٬ خلال حديثه معنا: "القينا قبل مدة٬ القبض على عصابة من ضمن افرادها نساء٬ متخصصون بتسليب السيارات٬ من خلال استدراج الضحية بعد ان يتم تأجيره من قبل واحدة من افراد العصابة٬ لتقوم خلال الطريق باغراء السائق٬ ليطوعها فتأخذه إلى مكان منقطع ينتظر فيه افراد آخرون من العصابة٬ ليهاجموا الضحية ويجبروه على الترجل من سيارته ويفروا بعدها هاربين٬ ومنطقة السكك في الكاظمية كانت واحدة من المناطق التي تحدث فيها عمليات تسليب كثيرة من هذا النوع"