مجاهدو الأمس. وإرهابيوا اليوم

 

في الوقت الذي كان فيه المجاهدون في الأهوار، يقاتلون أعتى نظام دموي وشمولي عرفه العراق طوال تاريخه السياسي الحديث؛ واستخدم النظام البائد وسائل متعددة للقضاءعلى المقاومة الإسلامية، والتي تمثلت بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية؛ بقيادة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، لم يخطر في بال هؤلاء المجاهدين في يوم من الأيام أن يقوموا بتفجير أنبوب للنفط، أو الخزانات النفطية مع أنها كانت قريبة منهم وفي متناول أيديهم. وهنا يدور سؤال في البال وهو. لماذا لم يقم هؤلاء المجاهدين بتفيجر تلك الأنابيب والخزانات النفطية؟ هل كانوا يخافون من النظام وأزلامه؟ أم لم تكن لديهم الإمكانات التي تجعلهم يقومون بتفجيرها؟ أم هناك أسباب اخرى؟ وإذا كانت هناك أسباب أخرى؛ فما هي تلك الأسباب؟
وللجواب على الأسئلة المتقدمة، يجب أولاً معرفة لماذا قاتل المجاهدون النظام البائد؟ لقد قاتل هؤلاء نظام الهدام لأنه إستباح الحرمات وأحل دماء الأبرياء، واخذ يضيق عليهم الخناق من خلال أجهزته القمعية المنتشرة في كل قصبة من بلدنا الحبيب، وأخذ يزج بالناس في المعتقلات على الشبهة بسبب وبدون سبب، وبعد أن شن الحرب على إيران، منحته هذه الحرب عذراً أقوى للزج بأكبر قدر من الأبرياء، ومن ثم إعدامهم بحجة إنتمائهم لحزب الدعوة (العميل)، ولا ندري لمن كان (عميل)، فقد كان مؤسس حركة الدعوة آية الله السيد محمد باقر الصدر( قدس سره) من الشخصيات الدينية والعلمية المعتبرة، وله كتب تدرس الآن في جامعات أجنبية. عند هذه النقطة إرتأت قيادات حركة الدعوة في الخارج محاربة النظام الدكتاتوري بكل الوسائل الممكنة، لكنها لم تقم طيلة فترة مقارعتها للنظام بالإعتداء على ثروات الشعب لسبب بسيط إنها تحارب النظام وليس الشعب، وهذه الأنابيب تحوي ثروة الشعب التي يعتاش منها وتحرك عجلة إقتصاد البلد؛ لا خوفاً من النظام وأجهزته القمعية، مثلما يفعل الأن الإرهابيون والمرتزقة والذين يعتاشون على دماء الأبرياء وثروات الشعب ، وهو إن دل على شيء؛ فإنما يدل على أن كره هؤلاء الإرهابيين للشعب أكبر من كرههم للحكومة والأحزاب النافذة فيها. إن الإرهاب مسألة لا يمكن التهاون فيها، لأنه يفرق بين مكونات الشعب الواحد، فالكل مستهدف بمختلف الذرائع والحجج، فمرة يستهدف أبناء الشعب لأنهم شيعة و( روافض) ومرة أخرى يستهدف أبناء الشعب لأنهم متعاونون مع الحكومة، وهكذا في كل مرة يجد ذريعة لإستهداف فئة أخرى وأخرى. إننا ندعو الحكومة الى تكثيف العمل الإستخباراتي، وزج العناصر الموجودة حاليا في دورات تخصيصة في الدول التي لها باع طويل في هذا المجال، على أن يكون ولائهم للعراق، لأننا نلاحظ أن البعض ليس لديه ولاء للبلد، وإنما ولائه للجهة التي ساهمت في إدخاله الى تلك المؤسسة، كما ندعو السلطتين التشريعية والتنفيذية على عدم التسامح والتساهل في إمكانية أن يخرج من السجون من تلطخت يديه بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا. وندعو أبناء شعبنا بمختلف قومياته وطوائفه الى الوحدة والوقوف صفاً واحداً بوجه الإرهاب.