الى من يهمهم الامر |
حسب احصائيات نشرت عام ٢٠١١ فان الاميركي يقرا احد عشر كتابا في العام ، والبريطاني سبعة كتب ، ويروى - والعهدة على الواوي - ان معدل القراءة في كل من المانيا واليابان يفوق نظيره في الدولتين المذكورتين اضعافا مضاعفة . اين نحن (العرب) من هذه الاحصائية ؟ الظاهر ان معدل القراءة عند الانسان العربي هو ربع صفحة كتاب في السنة !!! اكرر بدم بارد ، ربع صفحة كتاب في السنة . والرقم لا يشكل مفاجأة لمن يعرفون عدد عناوين الكتب المطبوعة سنويا في البلدان العربية . يكفي ان تقارن عدد هذه العناوين بما يطبع في اسرائيل ذات العشرة ملايين نسمة ، اي واحد/ثلاثين من مجموع الشعوب العربية قاطبة . هل ستتفاجأ لو علمت ان الاسرائيليين يقرأون ما معدله اربعون كتابا في السنة ؟ وبحسبة بسيطة ستفهم ان رواية متوسطة الحجم من مئة صفحة ستحتاج وفق الاحصائية اعلاه الى اربعمئة عربي ليقراوها في السنة بينما يقرا الاسرائيلي الواحد ١٦٠٠٠ مرة اكثر منا . هذا ليس عين العاصفة كما يقال . المصيبة ان هذه الارقام مسحت الفترة التي سبقت تسونامي "الفيسبوك" الجارف الذي دوخ حتى اولئك الذين يقراون ربع صفحة في العام كمعدل !!! وها نحن "مفرعين" ننتظر ارقاما جديدة عن معدلات القراءة لدى العرب بعد ان غزاهم اليهودي الشاب "زوكربرگ" في مخادعهم . الذي يضحكني بل ويثير اشمئزازي حقا ان البعض ينشر وصلة فديو بين فترة واخرى يعترف خلالها خبير اميركي بان شعبه ليس في المقدمة من حيث الذكاء والابداع والرياضيات ، طبعا هذه حقيقة ومن فضل الاميركان انهم لا يخفونها وقد صرح بها حتى الرئيس اوباما مؤخرا . لكن، ماذا ترد على العربي الذي ينشر هكذا وصلة ؟ لو ان مواطنا روسيا من حفدة راسبوتين وزع مثل هذا الاعتراف لارسلت قبلة الكترونية على شفاهه بلا حياء او خجل . ولو ان احد سكان فرانكفورت فعلها لتمسحت بحذائه التي يمشي بها على الارض . ولو ان بوابا في مختبر علمي بطوكيو نشر تلك الوصلة لرفعت له قبعتي واحنيت له راسي اجلالا . اما وياتيك فارغ لا يفقه للابداع او الرياضيات معنى ويتحدث عن تخلف هذا أو تراجع ذاك عن ركب الحضارة ، فهذا هو البهتان العظيم والجهل المركب الذي صيرنا فئران تجارب في مختبرات الاخرين . والقادم لا شك يضمر لنا الادهى و الامر طالما جهلنا جهلنا المعشعش في عقولنا المتقاعسة والمتقاعدة . |