اخبار مقلقة عن تفشي السمنة بين العراقيين , أطفال وكبار , نساء ورجال . اخر الاحصائيات تقول ان اثنين من ثلاثة عراقيين مبتلين بالسمنة. السمنة ليست مرض في اغلب الأحيان وانما سببها المستوى المعاشي ونوع تناول الطعام ولهذا فليس العراق وحده يعاني من السمنة وانما أصبحت مشكلة عالمية. بين 1980 و 2008 ازداد معدل وزن الرجال في العالم حوالي 4 .0 كيلو غرام في العقد الواحد , بينما زاد وزن النساء بما يقارب 0.5 كيلو غرام في كل عقد . هناك حوالي 1.5 مليار انسان محسوبين على طبقة السمان في العلم واغلبهم يعيشون في الولايات المتحدة الامريكية , بريطانية , وأستراليا . على سبيل المثال واحد من ثلاث امريكان يعتبرون من طبقة السمان , وان نسبة السمان في كل ولاية أمريكية لا تقل عن 20% من عدد سكانها. لا توجد دراسات حديثة عن مشاكل السمنة في العراق على الرغم من أهميتها وان هذا الموضوع يصلح لطلاب الدراسات العليا , الماجستير و الدكتوراه لاختصاص الطب , الطب المجتمعي , التربية الطبية , إدارة الاعمال , واختصاص الاجتماع . على سبيل المثال لا يوجد دراسة في العراق تربط أنواع الامراض بالسمنة , او كلفة محاربة السمنة , او كلفة الرعاية الصحية لأصحاب الاوزان الفوق الاعتيادية , ما تأثير السمنة على إنتاجية العمل , ما أنواع الأغذية التي تساعد على السمنة , ماهي الطبقات الاجتماعية المبتلية بالسمة ؟ الفلاحين العمال او الموظفين؟ ماهي نسبة البدانة السكانية في كل محافظة؟ ماهي نسبتها بين الرجال؟ بين النساء؟ هذا النقص في المعلومات يضطرنا الى دراسة تجارب العالم مع هذه المشكلة العالمية. السمنة أصبحت مشكلة تتحدى العالم , وان هذه المشكلة أصبحت عابرة للقومية , الدين ,الجنس , او العنصر البشري . انها مشكلة عالمية تنتج عنها على الأقل أربعة تحديات. الأولى , هي خطورة الامراض التي لها علاقة بالسمنة . الدراسات العملية اثبتت ان هناك علاقات قوية بين السمنة وامراض خطرة مثل السكر , ضغط الدم , الاجهاد القلبي, تصلب الشرايين , انسداد في الشرايين , زيادة في نسبة الكولسترول . السمنة أيضا سبب من أسباب الامراض السرطانية مثل سرطان القلون , المقعد , الكبد , الحالب, البنكرياس , الغدة الدرقية , الأمعاء , البروستات , سرطان الدم ,و سرطان الثدي. ثانيا , كلفة معالجة الامراض المتعلقة بالسمنة أصبحت تفوق كلفة امراض التدخين و الإدمان على المشروبات الروحية , او الفقر. كانت كلفة معالجة امراض السمنة ما يقارب 86 مليار دولار في الولايات المتحدة الامريكية عام 2006. الرقم الان يتجاوز 150 مليار دولار. كلفة معالجة امراض السمنة تزداد بزيادة وزن المواطن. ثالثا , السمنة أصبحت احد الأسباب المهمة في انخفاض معدل الإنتاجية . السمنة سبب من أسباب التغيبات المتكررة عن العمل , زيادة الاجازات المرضية , فترات الاجازات المرضية التي هي أطول من المعدل العام للعمال , تعطل العمل والإنتاج. إحدى الدراسات قدرت الخسارة بمقدار 153 مليار دولار سنويا. السمان يكلفون ارباب الاعمال تكلفة تفوق 42% من المصاريف الصحية. دراسة أخرى اثبتت ان السمان اقل تحمل في العمل من اقرانهم بمقدار 40%. السمان يعانون من نقص في مجرى الدماء واقل اوكسجين وهو السبب في تعب عضلات الجسم والسبب في كثرة فترات الراحة لهم. الامر الرابع هو ان ضغط العمل , مثل طول ساعات العمل , العلاقة مع زملائه العاملين , علاقته مع الإدارة , صعوبة وخطورة العمل , و وقت العمل, هو احد أسباب السمنة أيضا . السمنة لم تترك العراقيين وانما أصبحت جزء منهم ولأسباب معروفة جدا وهو حب العراقيين اكل الخبز مع التمن في وجبتي الغداء والعشاء , الاكل في ساعات متأخرة من الليل ,حبهم الكبير لوجبات غذائية مشهورة بالسعرات الحرارية مثل اكلة الباجة , بقلاء ودهن وخبز . اكلة التشريب , القيمة والتمن . بعد التغيير أضاف سببين اخرين وهو دخول وجبات غذائية جديدة على المائدة العراقية بفعل الانفتاح الخارجي. لقد خرج عدد كبير من الدراسات تؤكد ان الدول التي طبقت النظام الغذائي الغربي أصبحت تعاني من نفس الامراض الصحية مشابهة لتلك التي تعاني منها دول الغرب. ثانيا، بعد التغيير ظهرت مجموعات مسلحة لا تكترث لا بتعاليم الدين ولا بالتعاليم الإنسانية وأصبحت تقتل العراقي بكل الطرق الرهيبة غير مكترثة بقدسية يوم او مكان. هذا القتل العبثي خلق نوع من الضغط النفسي على المواطن العراقي يبعده عن التمارين الرياضية او العناية الصحية بنفسه. لقد أصبح المواطن العراقي يقضي اغلب وقته في بيته جالسا يراقب الاخبار او الأفلام العربية والأجنبية. بقاء نسبة اثنين من ثلاثة عراقيين يعانون السمنة هي نسبة كبيرة تفوق النسبة في الولايات المتحدة الامريكية وتضيف مشكلة مالية كبيرة على المبتلى بها وعلى الدولة العراقية بالوقت الذي تعاني الميزانية العراقية عجز كبير لم تعانيه منذ المقاطعة الاقتصادية العالمية. بكلام اخر كلفة محاربة امراض السمنة ستكون كبيرة في العراق ولا تتحملها طاقة المواطن ولا طاقة ميزانية الدولة على تحملها. ولكن هناك طرق من الممكن استخدامها لمحاربة السمنة. وبذلك تحمي المواطن من امراض السمنة وتخفف العبء المالي على ميزانية الدولة. الطريق الأول هو توعية المواطن بمخاطر السمنة. يجب ان يتعلم المواطن العراقي ان السمنة حالة غير طبيعية وغير مرغوب بها , انها ليست علامة من علامة الصحة كما كنا نسمعه من أهلنا المتوفين . الطفل يجب ان يكون بوزن معقول وكذلك الكهل , المرآة والرجل. الطريق الصحيح لتوعية المواطن العراقي هو تخصيص برنامج تلفزيوني اسبوعي يتعامل مع السمنة واثارها على الصحة العامة. يجب ان تدخل موضوع السمنة في المدارس وان يكون هناك نشرات تعلق في صفوف المدارس تتعامل مع مشكلة السمنة. تشجيع المواطن على التمارين الرياضية حتى وان كانت هذه التمارين تمارس في بيته. هناك أجهزة كثيرة , ومتوفرة بأسعار مناسبة , تساعد المواطن محاربة السمنة. الابتعاد قدر الإمكان من تناول المشروبات الغازية وهي مشكلة المشاكل خاصة بين الأطفال والشباب. لقد أصبحت طريقة غير صالحة لتربية الأطفال وهو رشوتهم بقنينة كوكاكولا للتخلص من صراخهم , او شباب لا يأكلون الا وقنينة البيبسي او كوكاكولا بجانب صحنهم . لقد اثبتت الدراسات ان شرب المشروبات الغازية بكثرة خطرة على الصحة العامة ولهذا السبب ان معظم الولايات في الولايات المتحدة الامريكية بدأت برفع مكائن بيع المشروبات الغازية وتبديلها بالعصير الطبيعي والفاكهة من المدارس. طريقة أخرى تقوم بها شركات التامين على الصحة في الولايات المتحدة الامريكية وهو منح اشتراك مجاني لمن يحمل التامين الصحي في مراكز التمارين الرياضية , إضافة الى تمويل المشاريع الرياضية من قبل الحكومات المحلية وتقديم خدماتها بالمجان الى السكان. حتى الشركات الصناعية بدأت ببرامج رياضية صباحية لعمالها يتقدمهم رئيس الشركة , وأصبحت من العادة ان يأخذ العمال والموظفين احذية خاصة بالمشي لاستخدامها خلال ساعة وجبة الغداء. كما ويحتاج المواطن الى توعية غذائية وتغيير مائدة طعامه اليومية وتحويلها من لحوم حمراء الى اطباق خضراء "السلطة". التغذية أصبحت علم قائم بذاته وعلى المسؤولين في الاعلام العراقي تقديم برنامج اسبوعي يختص بعلم التغذية. احدى الدراسات وصلت الى استنتاج مفاده ان كل دولار يصرف على البرامج الصحية يعود بالنفع ما بين 3 الى 6 دولارات , وهو عائد لا يمكن لأي استثمار اقتصادي منافسته .
|