المفهوم الاول : ان نظرية دارون تقول ان أصل الانسان هو قرد و هذا ما راج على لسان الكثيرين حتى المؤيدين و هذا الكلام خاطئ بالتمام فالنظرية لا تقول هذا و انما تقول نصا ان الانسان و القرد ينحدران من سلف مشترك و بين العبارتين فرق واضح .
فالسلف المشترك هو حيوان اخر غير القرد او الانسان و عبر النشوء و الارتقاء و عبر قوانين الانتخاب الطبيعي سيسلك مسارات مختلفة احدها دفع الى نشوء الانسان الحديث و مسار اخر أنتج الشمبانزي و قد افترق المساران قبل ٦ ملايين سنة كما تخبرنا الأدلة الجينية و علم الجينات .
بعبارة اخرى بنو الانسان و الشمبانزي اولاد عمومة ان صح التشبيه .
المفهوم الخاطئ الثاني : ان مبدأ أصل الأنواع ينفي الخلق أصلا
و هذا كلام معتل بالجملة
من قال ان التطور و سنة التغيير المستمر تنفي الخالق او دوره انها فقط تعطي شيئا من الجمال الذي يتذوقه العارفون بالله . انها تنبئ عن ابداع متواصل و عملية خلق مستمرة و هي لا تختلف شيئا عن عملية تكون هذا الكون العظيم عبر مليارات السنين من الانفجار العظيم و ليومنا هذا بتدرج مبدع وراءه خالق بديع .
لا يختلف تطور الكائنات عن اي سلوك تكاملي اخر نراه في كوننا و لا تختلف قوانين الارتقاء عن قوانين الجاذبية او قوانين الضوء
انها سنن الهية شاءتها مشيئته الجبارة بل هي تكشف عن ابداع اجمل و هندسة احلى .
اذا كان الخلق المباشر يوحي بعظمة الخالق فالنشوء و الارتقاء يعطي هذه العظمة صورة أنقى و أوضح .
المفهوم الثالث : ان الله في القران تحدث عن الخلق المباشر
و هذا محض هراء . اتحدى الجميع و اتحدى نفسي قبلهم ان تكون هناك آية واحدة تقول هذا صراحة بلا لَبْس في أفهامنا .
ان التوراة فقط هي من صدر لنا هذا الفكرة عبر دخولها في التفاصيل المملة لعملية الخلق
راجعوا سفر التكوين و ستجدون ما قلته حاضرا أمامكم
"وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية "
الإصحاح الثاني / سفر التكوين
و ايضا انظروا هذه
21 فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما
22 وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم
23 فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت
الآيات ( ٢١-٢٣ ) في نفس الإصحاح
هذه الآيات في الإصحاح الثاني و قصة الضلع المشكوك بها هي من خلق المشكلة لدى اليهود و المسيحيين من بعدهم و جعلهم يتبنون نظرية الخلق المباشر
اما نحن فسنناقش النصوص القرانية و سنثبت ان القران اعطانا كل مفاتيح التقبل لنظرية دارون و بشكل ملهم جدا.
هذه الجذور مهم جدا استيعابها قبل الدخول في التفاصيل القرآنية
و لكم مني شكر
في القادم سنناقش النصوص القرانية واحدة واحدة و على مهل