منذ 14 قرن يرجمون الشيطان ولازالوا ماتوا ولم يمت الشيطان بل توسع رمزه واصبح حائطا بعد ان كان عمودا والشيطان يرجمهم 360 يوما في السنة وهم يرجمون رمزه يوما واحدا في السنة تناسوا بأن موطن الشيطان في عقولهم الخرفة وهوالهوى المختفي داخل النفس وهو قرين النفس وأن الشيطان يُقتل بالعلم والمعرفة والابتعاد عن الهوى ولجم الشهوات. ولا يقتل ابدا ببضع حصيات قال الله: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 7 - 8] وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف : 36] أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً. أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان : 43 - 44] فالهوى هو الشيطان الذي عبده الانسان واشرك بخالقه واتخذ هذا الشيطان قرينا وقائدا وموجها له والتزم باوامره ونفذ تعاليمه ونسى الله. وعندما يقترب موعد الحج يذهب الواحد منا ليرمي رمز الشيطان متصورا بانه نقى وفلتر نفسه، وصار كيوم ولدته أمه، خاليا من الذنوب. لكنه يرجع بخفي حنين بعد ان دفع الوف الدولارات، والذي هو نفسه بحاجة اليها ناهيك عن عائلته او مقربيه، وذلك لان قرينه المستخفي داخل نفسه ذهب ورجع معه ليجعله يعود الى ما كان عليه وكأن شيئا لم يكن. قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف : 23]. فهما اللذين بهواهما ظلما نفسيهما وليس الشيطان الذي وسوس لهما، لذ ا طلبا من الله ان يغفر لهما. وهو فعلا من نار لان هوى النفس يتقد للظلم وللطغيان ويلتهب للشهوة ولحب الاستحواذ والتملك والسيطرة ويحرق كل تقوى وكل خير وكل صالح في نفس الانسان ويبقى مرافقا له الى الوقت المعلوم. قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ. [سورة الحجر: 36 - 38]. وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [الأعراف : 19] والشجرة هي رمز للهوى والشهوات المُتشجرة داخل النفس والتي تجر الانسان للرذيلة وتطيح به وتجره الى ظلم اخيه الانسان وباقي المخلوقات وتزين له عمله الباطل وتنكشف سوءته حتى ولو بعد حين وهي كل سيئ من اعماله ولا تجدي كل محاولاته لاخفاءها، الا بلباس التقوى الذي يحجب ويصد الهوى ويستر ويمنع الوسواس ويلجم قرينه وشيطانه الذي اختفى داخل نفسه. يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف : 26] نعوذ واياكم بالله من شياطين انفسنا.
|