اقدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن منطلق علمي وانساني على فتح باب القبول في الدراسات العليا على النفقة الخاصة شانها شان اغلب جامعات العالم .وهي بذلك تعطي الفرصة التربوية والتعليمية لمن فاتهم القطار او لمن صادفتهم الظروف الصعبة ولم يستطيعوا اكمال دراستهم فوهبت بذلك الامل لهؤلاء وانارت طريقهم ومنحتهم الثقة بانفسهم لمواصلة المشوار العلمي فجزاها الله خير الجزاء . ولكن ان تُقَبل في باب النفقة الخاصة لايعني اطلاقا انك ستحصل على الشهادة دون جهد وسعي ومثابرة وسهر الليالي , لايعني ان الاساتذة الافاضل سيكونون طوع يديك وارادتك , كلا والا اصبحت هذه الدراسة سوقا تباع فيه الشهادة لمن يملك المال . وما يحزنني أن اغلب الكليات الاهلية بدات بمنح الشهادة لمن هب ودب ولمن لايعرف الف باء تخصصه !! . وفي احدى الكليات العريقة وهي كلية التربية / ابن رشد التي خرجت جُل عملاقة العراق في اللغة والادب وعلم النفس والعلوم الاخرى , جلس على مقاعدها الدراسية تسعة طلاب ليحصلوا على شهادة الماجستير في الادب الانكليزي , وفي نهاية العام الدراسي اي السنة التحضيرية نجح ستة طلاب ورسب ثلاثة وهي نسبة جيدة وعادلة . وحل موعد الدور الثاني فرسب الثلاثة بامتياز فقامت الدنيا ولم تقعد , وكان صدر وزارة التعليم العالي واسعا فمُنحوا فرصة ثالثة اي (الدور الثالث) وشُكلَت لجنة من ثلاث اساتذة لتصحيح دفاترهم وكانت نتيجة الدور الثالث مشابهة بل طبق الاصل لنتيجة الدور الاول والثاني !! ليهرول الطلبة هنا وهناك شاكين الاستاذ ومتوعدين ومشوهين لسمعة ومكانة من كاد ان يكون رسولا . ونتيجة للضغوط على الوزارة والجامعة مُنِحَ هؤلاء الثلاثة فرصة اداء امتحان الدور الرابع ولا ادري ان كان الدور الرابع قد أجُرَي بعلم الوزارة والجامعة ام لا . ووضع المنهج الدراسي تحت تصرف اربعة اساتذة اكفاء من اربع كليات ليقوموا بوضع الاسئلة , وجاء يوم الامتحان وحسنا فعل معاون العميد العلمي والدكتورة مسؤولة الدراسات العليا بان راقبوا الطلبة بانفسهم بعد الاستفسار منهم بان الاسئلة من المادة التي درسوها , فكانت اجابتهم بنعم , توكلوا على الله اجاب معاون العميد العلمي , ولكن يا ابنائي ارجو ان تجيبوا عن اربعة اسئلة من مجموع سبعة وكل سؤال يجب ان تكون اجابته بدفتر !! يا لها من فكرة علمية !! وبدء الطلاب بالاجابة ومعاون العميد العلمي هو الذي يراقب !! ثم شُكِلَت لجنة من اربعة اساتذة لتصحيح الدفاتر داخل الكلية وتحت اشراف معاون العميد العلمي ومن اساتذة من خارج الكلية , ورسب الطلاب في الدور الرابع !!!! واذا بهم يلهثون طالبين القصاص من استاذ المادة علما بانه لم يشارك بوضع الاسئلة او تصحيحها !! ومطالبين بدور خامس !! .ونجحوا بذلك بعداجبار الاساتذة على وضع الاسئلة والاجوبة وتسليمها للقسم. الى اولي الامر الشرفاء الكرام الافاضل في الوزارة والجامعة هل يجوز ذلك ؟ والى كلية التربية / ابن رشد التي ينتسب اليها الاستاذ وهو من اقدم الاساتذة في القسم , الا يجدر بكم ان تعيدوا لهذا الاستاذ هيبته بكتاب شكر ورد اعتبار ؟ ام عز عليكم ذلك ؟ أم أن طعم لحق في الافواه مرُ ؟ ورحم الله الفخر الرازي القائل :عُلم العليم وعقل العاقل اختلفا من منهما يا ترى قد احرز الشرفا فالعُلم قال انا احرزتُ غايته والعقلُ قالَ بيً الرحمن قد عُرفا فاطرقَ العُلم اطراقاً وقال له بأينا الله في قرآنه اتصفا فايقنَ العقلُ أن العلمَ سيدهُ فقبل العقلُ رأس العلمِ وانصرفا فهل سنسمح لهؤلاء ان يكونوا اساتذة في جامعاتنا ؟! وهل سنسمح لهم ومن يقف خلفهم بالعمل الضال على تشويه سمعة اعرق كلية في العراق ؟ .
|