أنا المجنون وحبك يا علي جنون!
الرسالة الربانية للتبليغ الإلهي، بخصوص الغدير، وخلافة يعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين، إنما تتجلى بوضوح الحق وإتمامه، على يد وصي الرسول عليهما السلام، كما أن إختياره ليس طائفياً، أو مذهبياً، بل كان إختياراً، مستحقاً من العلي الأعلى، لأنه الإنسان الوحيد الوليد، في الكعبة المشرفة، وصاحب ليلة المنام، فداءً للنبي الكريم، صلواته تعالى عليهما وسلم، إنه صاحب الراية في خيبر، وقالع الباب، وقاتل الكفرة والفجرة من قريش، إنه صاحب لواء المسلمين، والحامي والذاب عن الرسول يوم أحد، وصاحب الخندق، إنه النهار الباهر، والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، في ظلام الجاهلية. 
 عندما نتحدث عن غدير خم، فإننا نعبر الى الطرف الأخر من الدنيا، في يوم قائض شديد، يهجر فيه المؤمنون عالمهم الظاهري، ليحصلوا على خير الدنيا والأخرة، بأن أتبعوا الأمر الإلهي، عن طريق رسولهم الكريم محمد عليه صلواته تعالى، في إكمال دينه، وإتمام نعمته، وإبلاغ رسالته، وبالتحديد خلافة الوصي، علي وإمامته (عليه السلام)
القارئ المتعجل لموضوعة عيد الباريء عز وجل الأكبر، يتناسى أن حبنا للإمام علي (عليه السلام) جاء بسبب؛ مناقبه، وآثاره، وروائعه، ومعجزاته، وكراماته، التي يتركها المراءون بين دفات أساطين الكتب، لأن لها أناساً يقرؤونها، أما هم فسبيلهم ما مات عليه أصحاب السقيفة وبنو أمية.
  عيد الغدير قرار من الدرجة الأولى، إكتسب الدرجة القطعية من مصدره، الخالق القهار الذي لم يلد ولم يولد، فما كذَّبه إلا مبغض لعلي وشيعته، وما صدَّقه إلا موالٍ لأمير المؤمنين، إنه إمتداد طبيعي لخط الأنبياء والمرسلين، لوأد الفتنة بين المسلمين، وصدر بقول وفعل صريح
دكان السقيفة الصغير، في كل شيء أسماؤه، وأفعاله، وقراراته، لم ولن يستطيع إخفاء نور الولاية، لأن القضية إلهية تقدست أنوارها أمام الملأ، في غدير خم، وعلى مرأى النساء والرجال ولو كره ذلك المنافقون، فشروط المحبة لدين الباري ورسوله، إكتملت بولاية علي (عليه السلام) لهذا فحب علي بن أبي طالب أمر الهي وليس اجتهاداً، من العباد لكونه أمراً ربانياً مقضياً.
ختاماً: أنا المجنون وحبك يا علي جنون ... مثل حب النظر عايش بالعيون ... وأنا الماجوز منك يا ضوه العين ... يا قبة علي اشك بيها مفتون... أدري لو نخيتك يمي ألكاك .. لأن زندك سمه وجفوك الكون.