الحقيقة اني لم اسمع في حياتي’ناهيك عن اني لم ارى’شعب احتقر’وانتهكت ابسط حقوقه الانسانية’مثل الشعب العراقي!ولولا اني فرد منه’ومتابع لهمومه’لما صدقت ماحدث فعلا’لغرابته!!فمن يصدق ان شعبا يسكن على اغنى ارض في العالم’يعيش غالبيته العظمى’اما على الكفاف’أو الفقر’أو حتى دون مستوى الفقر؟!واغرب مافي الموضوع’ان حكومة العراق’والتي’وباعتراف كل منصف وعاقل وشريف على هذه البسيطة’انها اسوأ وافسد حكومة’هي منتخبة من الشعب!يعني بالضبط ’ان مافعله الشعب كان كمن يشتري عصا ليضرب بها ذاته ! للاسف’فقد ثبت لي’بأني انتمي الى شعب ضعيف’خانع’ذليل’حيث انه’ولماسببته له حكومته(المنتخبة)من مصائب ومصاعب واخفاقات’كان واجب عليه ان يقاومها ويحاربها ويطردها من المسرح السياسي’لكن الواقع انه عاد وانتخب معظم رؤوسها’رغم كل شئ! قبل حوالي من نصف عام’استبشرنا خيرا عندما اشتدت الاحتجاجات وخرجت جماهير’عريضة في تضاهرات مليونية’كان قائدها’في معظم الاوقات السيد مقتدى الصدر’بالاضافة الى قوى المجتمع المدني’تطالب بالتغيير’عن طريق تشكيل حكومة تكنوقراط غيرحزبية وبعيدا عن المحاصصة الهدامة’وفعلا بدأ’ماتوهمنا انه محاولة جادة لتحقيق هذا المطلب المشروع’عندما وعد رئيس الوزراء بتنفيذه. وفعلا’حضرالى مقر البرلمان’وجلب معه قائمة باسماء الوزراء التكنوقراط!(وفي ضرف مغلق!)وقدمها للبرلمان العتيد من اجل التصويت بالموافقة عليهم!’ونقلت وكالات الانباءاسماء معينة لوزراء مفترضين’من ضمنهم وزارات الصحة والخارجية’اضافة الى الوزارات الاخرى’حيث زعم انه لن يستثنى منها اية وزارة. لكن’تبين بالدليل والواقع ان تلك الحركة لم تكن اكثر من مسرحية هدف منها الى امتصاص النقمة والتمادي في خداع الشعب’حيث قام ممثلون من اعضاء برلمان النصب والاحتيال(المنتخب من قبل الشعب)بتأدية دورمعد لهم باتقان ودقة’حيث نفذوااستعراض سمج’فزعموا انهم يمثلون معارضة داخل صفوفه’اطلق عليها (تدليسا)انهم مجموعة من الاصلاحيين!أول مهمة نفذوها كانت اثارة شغب متعمد’داخل البرلمان وهاجموا رئيس الحكومة بقناني الماء’مما ادى الى تأجيل النظر في تشكيل حكومة التكنوقراط’وعلى امل اصلاح الموقف’لاحقا’واعادة النظر في الاسماء المقترحة’ودارتت الايام ومرت الايام’ولكن لم يترشح اي وقف جديد’ولم تقدم اية اسماء بديلة’بل ماحدث ’هو ان البرلمان العتيد عمل على ازاحة وزير الدفاع لانه هدد بكشف عمليات فساد’وتكالبوا عليه’وعزلوه’وبدل بعض الوزراء فعلا’لكن الحديث عن اصلاح الوزارات الاخرى خصوصا الخارجية’والتي زاد وزيرها الاهبل من عزلة العراق ’وسبب له مشاكل ومقالب اثخنت جراح العراق الدبلوماسية’لم نسمع عن اي مشروع او فكرة او مقترح لتبديله وانقاذ ماتبقى من سمعة العراق الدبلوماية!اضافة الى وزارة الصحة ووزيرتها التي تسببت باقسى وابشع المصائب التي وقعت على القطاع الصحي’وخصوصا حادثة اطفال الخدج في مستشفى اليرموك’والتي ثبت بان اعوانا لها كانوا متواطئين في تلك الجريمة النكراء البشعة’وهي ليس فقط لم تفلت من العقاب’بل لازالت تمارس عملها وكأن شيئا لم يكن!كما ان الحديث عن تغييرها لم يعد له وجود ولاحتى الهمس! اذن؟ الايكفيك ياشعب العراق خنوعا وذلا؟ متى تثور ثورة حقيقية وتستعيد حقوقك’بل وكرامتك ؟ وانت ياسيد مقتدى الصدر لقد امتدحناك وتاملنا منك خيرا عندما قدت المعارضة والمضاهرات المليونية وقد تبعتك الجماهير وامنت بمسيرتك ووثقت بوعودك اذن لماذا تخليت عنهم؟ واين انت من وعودك؟ مالسر من موقفك الغامض هذا؟!
|