رسالة إلى أهلي ..ماذا يعني أني شيعي؟


• ألا يعني إني مع "محمد"؟ في جيش يشق الصحراء، عشرة ألاف مقاتل متجه للجهاد بأمر الله، صاح محمد قرب الجبل يا "علي" أوقف الجيش! ساعات وقف الجيش! ما خبرك يا "محمد" بلطف وثقة "إنظروا تحت الجبل، كلبة ترضع جراءها، سبقتكم لمكانها، وهي الاولى به، لا تروعوا حتى الحيوان بحربكم! عسكروا حتى تنصرف، ما بالك ونحن من نقطع الطرقات، حتى مات المرضى وهم بالطريق للمشفى، بسبب مواكب العزاء، عليك وعلى وللحسين!

• ألا يعني أني مع "علي"؟ عندما يرجع من كرسي الخلافة أخر النهار، ليخرج منتصف الليل متورياً عن الأنظار، وقد إحدودب ظهره، من ثقل ما يحمله، فيطرق بيوت اليتامى، ويؤمن له قوتهم، ثم يركبهم على ضهره! ويدور بهم أركان البيت، يمشي على يديه ورجليه، ينزل أحدهم ليصعد الأخر! ما بالك يا "علي" وقد صار حاكمنا وسيدنا يعتاش على أموال اليتامى! وطُرد الأيتام، إلى تقاطعات الشوراع تصهر الشمس يوافيخهم، بثمن رغيف خبز.

• ألا يعني أني مع "فاطمة "؟ بعد إن أنهت صلاتها، ودعت للمؤمنين وزهدت بالدعاء لنفسها، تجلس لتجر رحى الدقيق، وتجيب والدها على سؤاله، ما أحب الأشياء الى المرأة بُنيتي؟ تبسمت أبَ (أحب شيء للمرأة، أن لا يراها رجل ولا الرجل يراها)، ما بالك يا "فاطمة" والنساء تجملت بثياب الرجال، وبات الرجال تأتمر بنسائها، فتخرج أول الفجر لتعود أخر النهار، حاسرة عن شعرها وجسدها، بثياب مغرية فاتنة.

• ألا يعني أني مع "الحسن"؟ صادفه راعٍ بالطريق، أهداه شاة، فقال "الحسن" حر أنت أم مملوك؟ قال مملوك يبن رسول الله! قال إرجع الشاة، قال ولكنها لي! فقبلها شرط أن يلاقيه بنفس المكان في اليوم التالي، جاء الحسن ومعه من المال ما اشترى به الراعي ليعتقه! والأغنام ليعطيها له ثمن إحسانه، ما بالك يا "حسن" وقد ضاع الإحسان بالإساءة! ولم نعد نفرق بأخذ المال من مملوك أو عبد، حلال أو حرام.

• ألا يعني أنا مع "الحسين"؟ نزل كربلاء قال ما أسمها؟ قيل كربلاء، ومن مالكها؟ لا مالك لها، ومن أقرب الناس إليها؟ بني أسد، قال ألحقوني بهم، جلس معهم وقال: يا بني أسد كربلاء ارضكم؟ قالوا ما لنا فيها شيء، قال ولكنكم أولى بها لقربكم، سأعطيكم ثمن موتي بها! ولكم بها تجارة بعد موتي! ما بالك سيدي وقد أُخذت الأرصفة، وأُقتطعت الشوارع، وتَسلطوا على الأماكن العامة، بلا ثمن ليقيمون لك بها العزاء.

• ألا يعني أن أتخلق بأخلاق "محمد, وعلي, وفاطمة, والحسن, الحسين)؟، وأن أُحلل ما أحلوه، وأُحرم ما حرموه، وأن لا أعبد الله من حيث يعصى، وأن أعرف الرجال بالحق، ولا إدرك الحق بالرجال، وأن أعي أحسن الكلام فأتبعه، وإبغض أسوء الكلام فأجتنبه، ألا يعني أن أدعو العالم بأهل البيت للإسلام، وأن أكون زين لمحمد لا شين عليه، وأن أرى المعروف كما هو والمنكر كما هو، فأحيي السنة وأقتل البدعة.