يا علي يهلك فيك رجلان محب غال ومبغض قال
       
العنوان هوه حديث لرسول الله صل الله عليه واله،  وجعلنا من اتباعهم وشيعتهم ومحبيهم،  يبلغ امير المؤمنين علي عليه السلام، عن المختلفين في الامة بحبة  وبغضة،  السؤال هنا من هم الهالكون  في حبة وفي بغضة.
 
ثوابت الكلام ان مايقولة  النبي عليه افضل الصلاة والسلام  "انما هو وحي يوحى"، اذا كل ما يصدر منة غير قابل للنقاش، لكن بقي لدينا ان نثبت قولة علية افضل الصلاة والسلام، او نأخذ الحديث المسند عند طرفي النزاع كي نناقشة.
الحديث ذكر في عدة مصادر شيعية وسنية،  ومن المصادر المعتبره عند الفريقين،  مثل "جامع الاحاديث" "مسند ابن حمبل "، عند السنة والجماعة  وعند الشيعة،  في "بحار الانوار" مناقب ال البيت.
الخلاف على علي ابن ابي طالب ليس بجديد العهد، ووصف في عدة كتب بأنها مشكلة الامة، طبعا من ذكر ذلك لم يكن منصف، حيث نعت طه حسين علي ابن ابي طالب عليه السلام ، ب"الفتنة الكبرى" في كتابه "علي وبنوه الفتنة الكبرى"، وذلك لميوله الطائفي الذي عمى بصيرته بعد ان عمي بصره.
وصف ايضا من قبل كتاب معاصرين بعديم السياسة وفاقد للدبلماسية، مثل علي الوردي  في"وعاض السلاطين"و "مهزلة العقل البشري"، حيث اعتبر ان الامام علي علية السلام حين استلم الخلافة،  لم يكن سياسي مثل الذي سبقوه،  لذلك فقد السيطره على الحكم .
الرد في هذا الجدل يعود الى النقطة الاولى، اثبات قول الرسول علية افضل الصلاة والسلام،  وانه كلام  منزل ووحي ولم بنطق النبي عن الهوى.
 
نثبت حديث الغدير حين نادا النبي بين جموع المسلمين،  في حجة الوداع "من كنت مولاه فهذا علي مولاة"، حتى نزل الوحي "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا"، فقال الرسول علية افضل الصلاة والسلام، " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي"، في هذا النص الاخير يثبت ان الولاية لعلي بأمر الله وعلى لسان نبية.
الخلاف  والفتنة بين المسلمين جاء بعد البيعة،  وكان الخلاف على خلافة النبي حين اختار المسلمين ابوبكر بعد اجتماع السقيفة،  هنا حدثت اضطرابات من قبل المبايعين لعلي في الغدير،  حين بايع علي وطلب منهم ان يبايع ابو بكر،  منهم من وافق ومنهم من امتنع، امثال مالك بن نوير وقصتة الشهيره.
 
واستمر الانحراف عن البيعة، الذي اخذها النبي عليه افضل الصلاة والسلام، لعلي علية السلام حتى صار عمر ومن ثم عثمان،  وعادة بعدها الى خطها الذي رسم لها من قبل الرسول الكريم،  ليصبح الخليفه علي بن ابي طالب  لكن هنا دخلت حيز جديد،  حيث مارس الخلافاء السابقون وبالذات عثمان سياسة تولية اقربائه على الامصار،  والولاياة ليسيطر على الخلافه.
 
رفض الامام علي وجود بعض الامراء،  وحين تولى الخلافة قام باصدار امر عزلهم،  وتولية غيرهم مثل عمر ابن العاصوالي مصر،  ارسل اليه محمد بن ابي بكر ومن ثم ارسل مالك الاشتر،  وكما امر بابعاد معاوية عن ولاية الشام.
 
اعتبر طه حسين وعلي الوردي الامام علي عليه السلام  فتنه وغير سياسي، لعدم مسايسة امراء الامصار والابقاء عليهم الى حين بسط سيطرته على الحكم،  لكن هذا المزج في التفكير والخلط بين الدين والدنيا بين من كان ملك ومن كان خليفة نبي،  واعتبر ان امير المؤمنين علي علية السلام مثل من سبقه من ملوك على دولة الاسلام،  وكان من المفترض عليه الابقاء على المفسدين بدين الاسلام،  كي يبسط سيطرتة على حكمه وهذا عند عباد الله المؤمنين لا يجوز.