محافظة سهل نينوى آمال ومخاوف

 

إذا كنت لا تستطيع رفع الظلم, فأخبر عنه الجميع على الأقل, علي شريعتي

يعتبر أهالي سهل نينوى أكثر تضررا من العام 2003 إلى اﻻن , حيث عانى الأهالي وذاقوا الأمرين من ظلم داعش وبطش التكفيريين والتهميش الحكومي في ظل الصمت المطبق , من قبل رجالات وزعامات نينوى .

كم طالبا ترك مقاعد الدراسة بسبب التهديد بالموت المحتوم , وكم من موظف ترك وظيفته من مركز المحافظة لعدم وجود مقر بديل في الاقضية والنواحي , ناهيك عن الوظائف والمناصب التي كانت حكرا على جهات معينة , ودفع مبالغ خيالية لغرض إنجاز معاملات دون الحضور إلى مركز المدينة , وغيرها من الحالات التي ﻻ تعد وﻻ تحصى. 

يتطلع أهالي سهل نينوى بفارغ الصبر إلى تشكيل محافظة لهم , فتعالت  أصوات بعض السياسيين المطالبين بإقليم نينوى واعتبروا مطالبة إنشاء محافظة سهل نينوى , فرصه سانحة لتمرير إقليم نينوى  فقام بعض النواب في مجلس النواب العراقي , برفضهم مشروع تقسيم نينوى وتضاربت الأنباء حول هذا القرار , على إنشاء إقليم أو محافظة أو عدة محافظات   ويبقى السؤال في حال تم إنشاء محافظة سهل نينوى , ما هي حدودها الإدارية ومن هي الأغلبية السكانية فيها ؟هل  الشبك أم المسيحية أو الايزيدية.  

من غير المعقول توافق اغلب الدول على إنشاء محافظة غير سنية , في رحم المناطق السنة هذا المشروع قد يكون ميت , قبل ولاداته 

وفي حال تم إنشاء هذه المحافظة فرضاً , كيف ستكون حدود المحافظة وقرى الشبك متاخمة مع الموصل , وستكون خط صد وخط حدودي فاصل أي يبقى الموت , والدمار والخراب يرافقهم حال ما بقى الوضع في نينوى قبل 2014 على ما هو عليه بعد التحرير .

هل ستضمنون تحقيق السلام وكرامة المواطن وتؤمنون على حياته , إن أمل الأقليات هو العيش بكرامة وأمان وتعويض بعض ما فقدوه , و حال ما بقى الوضع في نينوى قبل 2014 على ما هو عليه بعد التحرير , لم ينفع البقاء مع نينوى ولا إنشاء محافظة نينوى وعلى كافة المعنيين , بشؤون محافظة نينوى السعي إلى بسط الأمان ومن ثم التصريحات , حول الرفض أو الطلب. 

كيف ستعود الأقليات إلى مناطقها وهل سيستغل بعض الساسة , اسم الأقليات بتقسيم العراق أم سيسعون إلى إنشاء محافظة , خاصة بهم بعد التحرير وعودتهم في ظل أوضاع مستقرة , وأجواء ديمقراطية.  

من يدعي بأن الأقليات مع التقسيم فهو ﻻيفقه شيء , فاﻻقليات هي من مررت الدستور ولوﻻهم لما تم التصويت , على الدستور العراقي بعد ما امتنعت محافظة ديالى والانبار ونينوى من التصويت , كان دور الأقليات في نينوى كبير حيث صوتوا ومرر الدستور.

 كذلك منطقة سهل نينوى تتمتع بمزيج عراقي مصغر, و تبقى التحديات والمصاعب التي ستواجه تشكيل المحافظة هي الأزمة المالية الحالية , وعدم اتفاق الأطراف السياسية , وفي حالة وجود رعاية أممية  , فانه سيتبع ذلك معونات دولية , والحل الوحيد لتوافقات السياسية الالتزام  ببنود الدستور والرجوع إلى , اخذ رأي  شعوب المنطقة من خلال الاستفتاء في ظل ظروف مستقرة , وأملنا دائما أن يكون القرار عراقيا خالصا ونرفض أي , تدخل خارجي يمس سيادة بلدنا العراق وينتقص من كرامة أهله.