بسرعة البرق أنسحبت الوحدات الصغيرة التابعة لفرقة المشاة 11 والمكلفة بالدفاع عن محيط قاعدة الامام علي الجوية في مدينة أور ، وكذلك انسحبت المفارز وكامل الهيكلة التعوبية الادارية والقتالية لمراتب وضباط القوة الجوية في داخل القاعدة ، وحلت ومن دون اطلاق نار قوات امريكية محمولة لفصائل من المارينيز اتخذت لها نقاط محددة داخل القاعدة لحمايتها ، ولم يسمح اول الامر سوى للمدنيين بدخول القاعدة للتزود بالبنزين والنفط الموجود بكميات ضخمة داخل صهاريج في القاعدة . وجد الامريكان داخل القاعدة الافا من الاطنان والقطع بنوعيها العسكري والانشائي مثل الطائرات والاليات الثقيلة والخفيفة من سيارات وشفلات وغيرها ومولدات الكهرباء ومخازن الادوات الاحتياطية وحزانات الوقود ومخازن المواد الغذائية واثاث بيوت المجمع السكني الملحق بالقاعدة وامور اخرى. لم يخبرنا احد ان الامريكان نقلوا شيئا من هذا المعدات ولكهم فحصوا بعض الطائرات وهي انواع قديمة من الطائات الروسية والسوخوي وكذلك بعض طائرات الميراج . ثم تركوا الامر على هذه الشاكلة ، ولكنهم سمحوا لاشخاص مغامرين دخلوا القاعدة بنقل عدة مولدات كهربائية ضخمة .بقية مافي القاعدة . تناقلته روايات لاتحصى واغلبها ان جميع مافي القاعدة من مولدات تم بيعها كخردة حديد الى تجار في دول الجوار او داخل العراق.تم نقل جميع هذه المواد بشكل تدريجي ، بطريقة سرية وعلنية بعلم الامريكان وبدون علمهم في بعض الاحيان ، وربما بسبب هذه الخردة تحول بعض الاشخاص الى اثرياء لا أدري إن كانوا من اهل مدينة الناصرية او من خارجها ولكن الاغلب في حقيقته ان هؤلاء كارتل قوي ومؤثر من خارج المحافظة . ما حصل يدرجه احد الذين سألتهم عن مصير الاف الاطنان من المعدات والطائرات داخل القاعدة ، أجاب :انها الحرب وتلك المواد من غنائمها وذكرني بما فعله العراق بجارته الكويت يوم تم غزوها في اب 1990 .حيث نهب الجيش العراق وبشكل ممنهج المؤسسات والوزارات وحتى البيوت الكويتية وصارت مكيفات الهواء وبقية المواد المنزلية تباع على الارصفة في كل مدن العراق ، ومن بين ما نهب جميع القواعد العسكرية التابعة للجيش الكويتي . وقال تلك هي الحرب ، وتلك ضريبتها والامريكان يعرفون كل شيء . الى اليوم تنال الاقاويل والدعايات والشك بعض الوجوه والشخصيات واغلبها شخصيات سياسية متنفذة من خارج المحافظة من انها كانت وراء بيع تلك الخردة لصالحها او لصالح جهة ما وأن الامر كان جزءا من غنائم الحرب لانهم اصطفوا مع المنتصر وصاروا احدى ادواته لادارة الحياة الجديدة في العراق. هناك يوم للتاريخ ستكون هناك فيه وثائق تتحقق عن الذي باع كل هذه الثروة الوطنية الهائلة من المعدات والاليات والطائرات التي هي ملك للشعب ، وهل تم نقلها والتصرف بها من قبل الجيش المحتل أم هناك من ضرب ضربته واستفاد من كل هذا ، وان كان فهو حتما كارتل قوي مدعوم من جهات خارجية وداخل الحكومة المدينة التي كان يرأسها الحاكم المدني بول بريمر.الامريكان احتلوا أور ..وبشكل غامض اختقت تلال واطنان من الحديد ويقال انه تم بيعها كخردة... ثم بدأوا بتأثيث القاعدة بمواد انشائية واليات جديدة . وربما كان القصد تغيير وجه المكان وصورته التي كان السلاح الروسي هو المهيمن ... اليوم اور غادرت الليالي الماطرة التي كانت تنقل فيها معداتها بخلسة وسرية وبشاحنات ضخمة الى امكنة مجهولة ، وتتطلع لان تبدل حلة الخردة القديمة بوجه جديد عندما تفكر حكومتها المحلية لتحولها الى مطار مدني يخدم المجافظة والمحافظات المجاورة . وربما هذا سيؤجل السؤال الخفي :الى اين ذهبت كل تلك الخردة...!
|