بدون رتوش.. قصر وزير الخارجية ابراهيم الجعفري

تداول رواد الانترنت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقصر فخم وكبير تحيطه حديقة واسعة قد اشتراه وزير الخارجية ابراهيم الجعفري في بريطانيا. وابراهيم الجعفري ليس الوحيد الذي يملك ثروات واسعة وقصور وفلل وحسابات بنكية ضخمة وجنسية مزدوجة ( فهو بريطاني) فاغلب المسؤولين العراقيين ومن ضمنهم النواب والسفراء يملكون مثل ما يملك الجعفري واكثر.
ورغم ان ازلام هذا الجوق الاسلامي الحاكم يتبجحون بذكر احاديث الزهد المنقولة عن علي بن ابي طالب وعن ابي ذر الغفاري ويحسبون انفسهم من مقلدي سيرة علي، الا ان افعالهم ومظاهرهم واسرافهم وتبذيرهم بالمال العام فاقت على مدرسة العبث العباسية في اعتى عصر انحطاطها. اذ ليس من خليفة بلغت به الدناءة ان يصلح دبره من بيت مال المسلمين كما فعل المعمم فلان عندما انفق على بواسيره 58 الف دولار من المال العام لتكون اغلى عملية بواسير في العالم.
الخلفاء العباسيون الذين ياخذ عليهم هذا الجوق تبذيرهم واسرافهم، لم يملكوا قصورا ولا حسابات بنكية في ممالك اخرى، ولم يخرجوا ثروات العراق او يهربوها او يستثمرونها في الخارج، ، على العكس، فان ما كانوا يغنمونه من حروبهم وغزواتهم الاسلامية يأتون به الى الداخل، الى بغداد عاصمة الخلافة.
يقول علي بن ابي طالب ما وجدت نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضيع، وحال العراق اليوم هو مصداقية وبرهان واثبات لهذا القول البليغ، ففي حين يملك الجعفري القصور والفلل في الداخل والخارج، يفقر المواطنين ولا يجدون حتى خيمة فوق رؤسهم تقيهم لهيب الشمس واعداد كثيرة تعيش في العراق ووتخذ من المزابل مهنة لها للعيش وللعمل،، وفي حين تصرف ملايين الدولارات من المال العام على عمليات التجميل والشفط والتخسيس واصلاح المخارج والمداخل، يعز على الكثير من العراقيين شراء حبة اسبرين غير مغشوشة. ان بقاء هؤلاء على كراسي الحكم لهو اكثر ضرار من اي كارثة يمكن ان تحدث.
ما يثير الاستغراب، ان هذا الجوق الحاكم الخبيث، الذي سخر ثروات العراق لخدمته وخدمة عائلاته، الذي اشترى الفلل والقصور الضخمة، وعندما يسافر منه احد الى بلده الاجنبي، سوف لا ينام في القصور والفلل الذي اشتراها وامتلكها من اموال العراقيين، بل يصر على النزول في اغلى الفنادق لتكلف الميزانية العراقية مئات الاف الدولارات، نذكر هنا ان سفرة الرئيس العراقي السابق جلال الطلباني الى نيويورك وقد استغرقت يومان لاغير، بلغت تكاليف الطيران فقط اكثر من مليوني دولار امريكي، هذا بالطبع من غير تكاليف الولائم والعزائم والنفقات الاخرى من غير الهدايا والمخصصات المليونية الاخرى.
بينما ضاعت مليارات الدورات على مؤتمر قمة بغداد لا لشيئ، سوى ليكون نوري المالكي حاضرا في مؤتمر القمة لاول مرة في حياته. مجرد نزوه يكلف تحقيقها مليارات الدولارات.
بالطبع نحن نستطيع ان نعرف اخبار نشاطات العابثين باموال العراق من اصحاب الوظائف الرفيعة مزدوجي الجنسية والذين يسكنون البلدان الاوربية، لكن الاخبار عن العبث بالمال العام في دول الخليج وفي الاردن وفي لبنان ومصر والسعودية نادرا ما يُكتب عنه وان حدث فانه اخباره تكون شحيحة جدا، اما في ايران فلا احد يعرف حجم الاستمثار التجاري والمالي والتهريبي العقاري الهائل فهو مغطى دائما بالذرائع الاسلامية.
لنسأل الجعفري الذي هبر من العملية السياسية مليارات الدولارات دون ان يفعل شيء سوى الجلوس على الكراسي والتهديد بخروج العفريت من القمقم ليهشم رؤوس المواطنيين عندما يتهدد مصيره ومصير اقرانه الفاسدين.
لمذا تشتري قصرا في لندن وانت لا تحتاجه؟ فهل تنوي ايها الخبيث العيش في بريطانيا بعد خروجك غير المبارك من الوزراة ؟ الا يجب عليك السكن بالقرب من الحضرة الحسينية والعباسية في كربلاء وانت من كان يعمل حملدار ومروجا لزيارة الرضا؟
ألا تستحي حين تصر انت واعضاء حزبك الفاسد ومن شابهك من اعضاء الاحزاب الاسلامية الاخرى، الاحتفاظ بازدواجية الجنسية وانتم في اعلى مناصب الدولة وتحصلون على اعلى رواتب ومخصصات وامتيازات في العالم؟