سأل الرئيس اوباما رئيس الوزراء العبادي : تحتاج منا شيئا من اجل تحرير الموصل ؟لم يجب العبادي ، سوى انه صمت ليفكر بحاجاته . سبقهُ الرئيس اوباما : تريد المارينيز والعتاد والغطاء الجوي والمال ايضا. ابتسم رئيس الوزراء وقال بخجل : انت تعرف ان معركة تحرير الموصل معركة كبيرة وقاسية وربما ستكون طويلة ، فنحن نحتاج كل هذا . بنظرة خاطفة ومقصودة ذكر الرئيس اوباما العبادي ببنود اتفاقية رحيل الجنود الامريكيون من العراق .والاصوات التي تنادي بعدم عودتهم . وقال : سنبعثهم اذن لانكم انتم من يطلبون ذلك. تنفس العبادي الصعداء .وقال مع نفسه : الان نستطيع عبور الضفة الاخرى من دجلة حتى لو لم يكن معنا الحشد الشعبي.عودة المارنيز مرة اخرى وبشكل علني هي عودة محسوبة بقدر ما حصل بعد سقوط الموصل ، وربما هم عادوا ثانية من ضمن رؤى السيناريو الكامل للقضية العراقية التي رسمتها كواليس السياسة الامريكية منذ عام 2003 والى اليوم. والذين يقولون ان الامريكان فقدوا زمام المبادرة في العراق وتركوا البلد الى قدره وتدخلات دول الجوار هم واهمون . فعودة المارينيز مرة اخرى تؤكد ان العصمة والحلول العاجلة والتاريخية مازالت بيد الامريكان ، حتى عندما يظن الكثير ومنهم دول الخليج ان العراق هو الان ينعم بدفء الحضن الايراني. وان الاقلمة او الدولة السنية والشيعية والكردية امر لامفر منه لتقسيم العراق الى دويلات يتمناها الكثير من سياسي الداخل ودول الخارج. اظن ان الامريكان لايفكرون بتقسيم العراق وفق طروحات البرلمانيون النعسانون الذين يملأون الفضائيات بأربطتهم الزرقاء ويحللون براحتهم وبتغريدات معضمها خارج السرب . والدليل انهم لجموا كل الذين ارادوا وضع جغرافية جديدة لنينوى بعد تحريرها ، وحركوا رؤاهم من داخل البرلمان الذي صوت على بقاء الحدود الادارية نفسها التي كانت عليها قبل 2003. المارينيز قادمون ، وسيخرجون وسيعودون كلما دعت الحاجة لمجيئهم دون الحاجة الى فيزا وتأشيرة سفر ، واي صوت مقاوم لمجيئهم ودخولهم لن يقاموه او يردوا عليه بمدرعات الهمر وطائرات الاباتشي كما فعلوا في السنوات الاولى للاحتلال ، بل سيتجاهلوه ويديرون اعناقهم عنه وكأنهم لايسمعوه. انها نصيحة هنري كيسنجر لهم : عندما تريدون ان تبقوا العراق الشغل الشاغل لذاكرة الشرق الاوسط لاترموا العراقيين بالرصاص.ارموهم بصناديق المؤن والصمت .وتستطيعون العودة اليه متى تريدون.
|