الشيطان سكن جسدها

 

 حجمها صغير لكن يتلبسها شيطان كبير، زهراء في العشــــرينيات من عمــرها تحاول أن تقنع الأخرين أنها طفلــــة بريئة مسالمة وعندما تتمكن من ضحيتها تنقض عليها لتسرق منهــا ما تبحث عنه، في لحظة ما ممكن أن تتحالف مع من تختاره ليكون شريكها في الجريمة، أغرب ما فيها أنها لا تنفذ خططـــــــــها الشيطانية لوحدها، دائما تبحث عن شريك يشبهها الى حد ما.

 

بعد مرور شهرين في عملها الذي حفلت به أكتشف مديرها أنها لم تتعلم شيئاً في كليتها التي درست فيها اربع سنوات، يبدو أنها كانت تهتم بالكافتريا والعلاقات العامة والخاصة اكثر من الدرس والمحاضرات المهم انها تخرجت وصارت من ذوات الشهادات، في الجامعة وقعت في حب أحدهم وبرغم شيطنتها كان الأختيار سلبياً، هي كانت تخطط للإيقاع بحبيب على وفق مقاساتها أن يكون مطيعاً ودوداً ينفذ طلباتها في البداية أبلغته إنها مستعدة للعيش معه في خيمة بالصحراء، صدق المسكين، حركاتها ولمزاتها وغنجها لعبت بعاطفته، هو كان جدياً الى أبعد الحدود أما هي فكانت تلعب على الحبلين رجل هنا وأخرى هناك، البديل حاضر على طول.

 

كرار شاب طموح حصل على شهادة البكلوريوس في اللغة الأنكليزية وقرر إكمال دراسته لنيل شهادة الماجستير، في يوم ما أرادت إن تختبر نياته في حبها طلبت منه زيارة أهلها وطلب يدها منهم، وافق الرجل لأنه كان صادقاً معها، اتصل بهم وذهب برفقة عائلته للتعارف ومفاتحتهم بالأمر، إنتهت الزيارة بالموافقة، بعدها بدأ الحوار جديا بين زهراء وكرار لترتيب أمور حياتهم الجديدة  بعد الزواج، فما الذي حصل؟.

 

في آخر حوار بينهما قال كرار لنخصص راتبك لتأجير شقة صغيرة تجمعنا، أما راتبي نصرفه لقاء حاجاتنا اليومية، فوجئ كرار برفض زهراء للفكرة وطلبها أن تعيش مع عائلته في بيت واحد خلافا لرأي أغلب الشابات، حذرها إن الوضع لايسمح والبيت لايكفي الأفضل قال لها أن نعيش وحدنا في بيت صغير مستقل، لم تعجبها الفكرة وظلت مصرة على رأيها ثم أخبرته بإستفزاز أنها غير مستعدة للتضحية براتبها.

 

ذكرها كرار بالكلام المعسول والأحلام الوردية وأستعدادها للعيش معه في خيمة وسط الصحراء، ذهل لصمتها كأن حجرا كبيرا سقط على رأسه، وجدها متمسكة برأيها غير مبالية ولم تقدم حلولا أخرى لتقريب وجهات النظر أستشاط غضباً منها لكنه لم ينبس ببنت شفه، غلق هاتفه دون ان يلقي عليها الوداع الاخير.