خدمات الجيل الخامس أسرع 200 مرة.. فهل تنطلق بـ2017؟

 

بما أن قطاع الاتصالات يعتبر العصب الحيوي لبقية القطاعات وصلة وصل "لا غنى عنها" بين الشعوب، تتضافر كافة الإمكانات وتكثر التجارب عبر العالم في خدمة الانتقال التقني السريع، فمن خدمة 2G إلى 3G مروراً بالجيل الرابع من أجيال الاتصالات اللاسلكية الخليوية، يستعد العالم لاستقبال خدمة الجيل الخامس التي ستشكل ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات.

تتضارب المعلومات حول الفترة الزمنية المحددة التي ستشهد إطلاق شبكة 5G، ففي حين تتوارد تحليلات بأن دولاً مثل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والولايات المتحدة الأميركية تعمل حالياً على اتصالات فائقة السرعة، وهي تستعد لإطلاق خدمة الجيل الخامس خلال 2017-2018، تشير توقعات مناقضة إلى أن تكنولوجيا 5G لن تبصر النور قبل عام 2020.

وتشير التقارير إلى أن كوريا الجنوبية تستثمر ما يقارب 1.5 مليار دولار في إطار إجراء الأبحاث والتطوير في شبكات 5G الجيل المقبل، الذي يتوقع أن يكون حوالي 1000 مرة أسرع من الشبكات الحالية.

وبحسب الصحف الأجنبية، فإن مجموعة من 20 شركة اتصالات كبرى بما في ذلك دويتشه تيليكوم ونوكيا وفودافون وبريتيش تيليكوم، تعتزم إطلاق شبكات الجيل الخامس في كل دول الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2020.

بادئ ذي بدء، هذه التكنولوجيا ستتميز بسرعة أسرع من أي وقت مضى، في معرض التقديم لمستخدميها ميزة اجتماعية واقتصادية لم يسبق لها مثيل، عبر خلق "مجتمع hyper connected"، مع العلم أن أجهزة المحمول المتوفرة في الأسواق غير مجهزة لاستقبال هذه الخدمة.

مميزات 5G

أعلن باحثون أن اختبارات على السرعة للاتصال عبر تقنية الجيل الخامس G5 حققت سرعات قياسية، بلغت تيرابايت في الثانية، علماً أن هذه السرعة تفوق بـ 200 مرة نظيرتها الحالية.

ووفق الاختبارات التي أجراها فريق بحثي من مركز تطوير شبكات الجيل الخامس، بجامعة سري في بريطانيا، يمكن تحميل ملف يبلغ حجمه 100 ضعف ملفات الأفلام الطويلة، في حوالي 3 ثوان. كما أن السرعة الجديدة تفوق متوسط سرعة التحميل في شبكات الجيل الرابع بحوالي 65 ألف مرة.

وتتوقع شركات الاتصالات أن تتطلب شبكات الجيل الخامس نطاقاً من الترددات المرتفعة، قد تزيد على 6 غيغاهيرتز، وأن تقدم الشبكة خدمات كثيرة من بينها عمليات التبادل التجاري.

هذا بالإضافة إلى زيادة السرعات التي تقدمها شبكات الجيل الخامس لتتراوح بين10 و50 غيغابايت، مقارنة بمتوسط سرعة شبكات الجيل الرابع التي تصل إلى 15 ميغابايت في الثانية.

الدولة العربية الأولى التي ستطلق 5G

على ما يبدو فإن دولة الإمارات ستكون الدولة العربية الأولى "السباقة" في إطلاق خدمة 5G ، إيماناً منها بجعل "إكسبو 2020" أول وأذكى منطقة مستقبلية، وذلك اعتماداً على خططها الخاصة بإطلاق شبكة الجيل الخامس.

وفق تقرير حديث للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في الإمارات، يظهر أن إجمالي قيمة الاستثمارات في مشروعات تطوير البنية التحتية وشبكة الاتصالات في الدولة، بلغت 35 مليار درهم خلال الـ 5 سنوات الماضية لتتوافق مع تقنيات الجيل الخامس.

وأفاد التقرير أن المبالغ المستثمرة تم ضخها من قبل الأطراف المعنية، وفي مقدمتها كل من "اتصالات" و"دو".
ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات

مما لا شك فيه أن العالم قد شهد خلال العقود الماضية ثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دون أن ننسى الثغرات والمشاكل المتبقية، لاسيما في الدول النامية بما فيها العالم العربي.

غير أن التقدم البارز على صعيد تقنيات شبكات المعلومات وسرعتها، هو الذي دفع بالتفكير بخدمة الجيل الخامس.

وهذا ما أظهره تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ITU)، والذي اطلعت عليه "العربية.نت"، ففي نهاية العام 2015، بلغ إجمالي عدد مستخدمي شبكة الإنترنت عبر العالم نحو 3.2 مليار، بينهم 2 مليار مستخدم من الدول المتقدمة.

ويشير التقرير إلى أنه خلال أعوام 2000-2015، نما انتشار الإنترنت 7 أضعاف من 6.5% إلى 43%.

أمّا على صعيد استخدام الأسر للإنترنت، فقد ارتفعت نسبة الأسر التي تستخدم الإنترنت في المنزل من 18% في عام 2005 إلى 46% في عام 2015.

وفي الدول الأقل نمواً، 89 مليون نسمة فقط تستخدم الإنترنت من أصل 940 مليون نسمة ممن يعيشون في الدول الأقل تقدماً.

وبحلول نهاية عام 2015، 34% من الأسر في البلدان النامية لديها خدمة الإنترنت، مقارنة مع أكثر من 80% في الدول المتقدمة.

فعلى سبيل المثال 40.3% فقط من إجمالي الأسر في الدول العربية يتوفر لديها خدمة الإنترنت.

في المقابل، يظهر التقرير أن نسبة السكان التي تتوفر لها خدمة الجيل الثاني للهواتف النقالة قد ارتفعت من 58% في العام 2001 إلى 95% في عام 2015.

أمّا تغطية الجيل الثالث المحمول 3G ذات النطاق العريض (3G mobile-broadband) فتوسعت توسعا سريعا لاسيما في المناطق الريفية.

ففي عام 2011، كانت خدمة الجيل الثالث تغطي 45% من إجمالي عدد سكان العالم (7 مليارات)، بينما ارتفعت هذه النسبة في 2015 إلى 69% من أصل 7.4 مليار إجمالي عدد السكان في نهاية العام الماضي.