النوازل كمـا عرفهـا الدكتـور وهـبة الزحيلي هي: " المسائل أو المستجدّات الطّارئة على المجتمع بسبب توسع الأعمال ، وتعقد المعاملات، والتي لا يوجد نص تشريعي مباشر، أو اجتهاد فقهي سابق ينطبق عليها.وصورها متعددة ، ومتجددة ، ومختلفة بين البلدان أو الأقاليم ؛ لاختلاف العادات والأعراف المحلية ". - وسبب تسمية الفقهاء للواقائع بالنوازل لأنهم يقصدون شدّة وقوعها عليهم كالمصيبة ، فهي بمعنى الأمر والخطب العظـيم الشـديد الذي ينـزل بالناس ، فيحتاجون لرفعه عنهم، وبيان الحكم الشرعي. وشدتها فيما يعانيه الفقيه في استخراج حكم النازلة، وما قد تحتاجه من اجتهــاد يخشــون مــن الوقوع في الخطأ فيه. - وباختصار فأن النوازل تعني: حوادث ووقائـع مســتجدّة ليس لـها نص أو اجتهاد سابق من الفقهاء القدامى. - وتختلف النوازل عن الفتاوى في أن الفتــاوى صفــة لازمة للفقه أكثر من النوازل، وفي أن الفتاوى تشمل كل أنواع الأجوبة الفقهية في حين تختص النوازل بالوقائع المستحدثة. - بعد هذا التعريف البسيط للنوازل، يتبين لنا مدى صعوبة تحديد الحكم بالنوازل بسبب كثرتها وتنوعها كونها تتأثر كثيرا بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع.كما تتأثر كثيرا بالتطور العلمي والتكنلوجي ومن ذلك ما نعيشه اليوم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم قرية صغيرة. - النازلة التي أعرضها اليوم هي: بعد قصة حب عبر الفيس بوك، وفي خلال محادثة حميمة بينهما (دردشة) فيما يعرف بـ (الكروب) الذي يضم مجموعة من الأشخاص، كتب لها: هل تتزوجيني؟ ردت عليه (نعم). - وحيث أن عقد الزواج إيجاب وقبول وأنهما بالغان سن الرشد وأن بعض أصدقائهما في المجموعة شَهدَ على ما كتباه نسأل: - هل هذا العقد صحيح شرعا على وفق أحكام المذاهب الإسلامية كافة؟ وهل هو صحيح قانونا على وفق أحكام قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959
|