ذكرياتي مع الذين لا يعلمون

الالاف من الطلاب يتوجهون الى كلياتهم يتأبط بعضهم اوراقه و كتبه ساعون لنيل العلم و الادب و ببراعتهم يرسمون اجمل القبب انه لصباح جميل كصباح البحتري جاء طلقا ضاحكا.
          هكذا بدت الصورة جميلة و مفرحة و واعدة. و لكن وليتك لكن  لم تكونِ كي لا تبتل من الحزن جفوني و ليتك لكن لم تنضم الى ان و اخواتها فانت ناصبة لا رافعة و لعل شقيقتك ليت لم تكن معك حتى لا استخدمها معلالا النفس  بالامال  ارقبها، فتعال معي تعال لنرى صفوفا خاوية خالية من الطلاب الا القليل القليل حيث نقف احيانا امام القاعات الدراسية الخالية من الطلاب نتبادل النظرات مع الرحلات المغطاة بطبقات الغبار، هجرت قاعات الدرس و امتلات الحدائق بالطلاب (ففي جويريد) يعشق الطلاب التغريد في الحدائق برغم شدة البرد و مرو ر الساعات الطوال و الدقائق حيث كنت اتجمد في الصف  احيانا ففي الصفوف عصف و برد و رعد و في الحدائق يهيم (الجالسينا، و عن دراستهم عازفينا، ملانا الحدائق و النوادي حتى ضاقت عنا و الصف نملاه غبارا لاسفينا). و ان حضر الطالب فلا كتاب و لا ورقة ولا يراع.
          لا يحضر الطالب الا يوم الامتحان و بعضهم لا يحضر و ان حضر فشكرا له لتجشمه عناء الطريق بدون كتاب و صاحب و صديق و كثير منهم لا يحضر و مع ذلك ياتيك سائلا، كيف ستحتسب درجته و هو لم يؤد اي امتحان حتى بلغت غيابات بعضهم اكثر من خمسة و عشرين غيابا برغم اننا لا نسجل الغيابات احيانا لضيق الوقت واذا حسبنا العطل الرسمية و المناسبات و بعض الايام الصعبة فما هو عدد الشهور بل لبعضهم الايام التي حضرها الطالب؟ فهل اكترث الطالب بذلك، لم يعر اي اهتمام و لم يعر الامتحان اهمية ما دامت الاية الكريمة (و لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) لا تطبق ولا يؤخذ بها بل ان الطالب الغائب يكافأ اكثر من الطالب الجاد و الحريص الساعي لنيل العلم حيث يعطي البعض من لا يحضر ولا يداوم ولا يمتحن خمس عشرة درجة معللا ذلك بالظروف الصعبة. لم لا يعطى الطالب الجاد خمس عشرة درجة على سعيه و حضوره و مثابرته؟ لماذا يكافأ الكسول فقط الم نسمع بقول الباري عز و جل (وقفوهم انهم مسؤولون) علينا شد ازر الطالب المجتهد و اثابته و تشجيعه لا اثابة من لم نره العام كله و يكون حضوره في المناسبات فقط يوم التقاط الصور حيث ضمن تخرجه!
سالت احدهم: هل انت طالب يا ولدي؟
-        نعم اجاب انني طالب حضرت هذا اليوم.
-        - اليوم يا ولدي هو 29/4/2008 فاين كنت يا ولدي؟
-        - انها الظروف استاذ!
-        وانت يا ابنتي.
-        انا طالبة استاذ باشرت اليوم!


-        اليوم 5/5/2008 يا ابنتي.
-        نعم استاذ انها الظروف .
قلت لنفسي (لعن الله الظروف و الموسيقى التي تصدح في الكلية و الدفوف و يوم ركبت المشحوف).
     اما المرقنة قيودهم للسنوات الماضية فقد قدمت لهم فرصة من ذهب للدراسة، تعاملت مع طلاب المرحلة الرابعة المسائي و كان عددهم بداية العام الدراسي و حسب القوائم 65 طالبا و مرت الايام مرور السحاب و لم ار منهم الا خمسة عشر طالبا و حتى الخمسة عشر بدؤوا بالتلاشي... ثم وزع هؤلاء بين الشعب الصباحية فكان عددهم ستة و ثمانين طالبا! (ما لكم كيف تحكمون).
تحدث هذه الامور للاسباب الآتية:
اولا: ان الطالب لا يفصل بالغياب مهما كانت غياباته.
ثانيا: ان الطالب لا يفصل ولا يعاقب لسوء السلوك.
ثالثا: يباشر الطالب في الايام الاخيرة من السنة الدراسية فكيف يسمح له بذلك؟
رابعا: تحديد سقف زمني للانتقال من كلية الى اخرى.
خامسا: حينما يغش الطالب فلا تكلمه من منطلق الفلسفة الراسمالية (دعه يعمل دعه يمر) او من منطلق (واوينا المدلل لحد يكضه) لا من منطلق قول الحبيب المصطفى (ص) (من غشنا ليس منا).
سادسا: تسويف البعض للدرجة مستخدما الطريقة الببغائية باعطاء الطلاب الاسئلة والاجوبة و هذه الطريقة انتقدت في بريطانيا عام 1854! من قبل الروائي ديكنز حيث قال: (زرت مدارس عدة فلم اجد طلابا بل ببغاءات) فكيف نستخدمها في القرن الحادي و العشرين و مع طلبة الجامعات؟ و هي طريقة فاشلة لا تعلم الطالب شيئا بل تحوله الى ماكنة و تعلمه الغش و تقتل روح الخلق و الابداع فيه.
سابعا: طبع كراس مثل الكراس الذي يعطى لخريجي الثانويات يوزع على طلبة المرحلة الاولى يبين للطالب حقوقه و واجباته و القوانين التي تطبق عليه داخل الجامعة اضافة الى تعهده بالالتزام بالدوام و المواظبه و السعي لخدمة الوطن.
ثامنا: عند تخرج الطالب يعطى شهادة بالدرجات فقط لم لا تكون مع الدرجات سيرته خلال سنوات الجامعة و فيها يوم غش و يوم اساء و يوم تغيب و في الجانب الاخر يوم ابدع في دراسته يوم ضحى و آثر و يوم اكتملت لديه مكارم الاخلاق حتى لا نعين الغشاش مدرسا ولا نعينه مديرا عاما.
تاسعا: قبول الطلبة العشر الاوائل من كل قسم في الدراسات العليا داخل الوطن و خارجه و الاخذ بايديهم وارشادهم و زجهم في الوظائف المهمة لانهم زبدة جيلهم ولانهم حصاد اساتذتهم و بذلك نقطع الطريق بوجه الفساد لاننا نثمن من يعمل و يجد و يسعى لبناء و رفعة وطنه، و صدق العزيز الحكيم حين قال ( هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون).
     ان العام الدراسي على الابواب فلنرفع ايدينا بالدعاء سائلين الباري عز و جل ان يحفظ العراق و اهله و ندعوا بالموفقية و النجاح لطلبتنا الاعزاء و خصوصا من جد و سعى و سهر الليالي و بالصلاح لمن زاغ عن الدرب (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) و لنعط الشهادة لمن يستحقها و سعى اليها بالطرق النبيلة لا بالغاية التي تبرر الوسيلة.