الحُسينُ(ع) يَفضَحُ المِريَاعَ والحِمارَ

 

   هل تعرفون ما معنى (المرياع)؟

 

   المرياع: هو شيخ قطيع الغنم، يُعزل عن أمه يوم ولادته، ويسقى حليبها دون أن يكتحل برؤيتها، ثُمَّ يوضع مع أنثى حمارٍ على الاغلب، ليرضع منها، حتى يَعتقد بأنها أُمه، وبعد أن يكبر، يُخصى ولا يُجَزُّ صُوفه(للهيبة)، فتنمو قرونه، فيبدو ضخما ذا هيبة، وُتعلق حول عنقه الأجراس الطنّانة والرنّانة، فإذا سار(المرياع)، سار القطيع وراءه، مُعتقداً أنه يسير خلف زعيمه البطل...

   لكن(المرياع) ذو الهيبة المَغشوشة، لا يسير إلا إذا سار الحمار، ولا يتجاوزه أبداً، والأغنام خلف قائدها، وقائدها خلف الحمار... 

  لم يكن الطاغية يزيد سوى حماراً للبيزنطينين، ولم يكن إبن زياد سوى مرياعاً، سار خلفهُ الناس، وهكذا جميع القادة الذين آلت إليهم الأمور، في حكومة بني أُمية، من أمثالِ عمر بن سعد وبُسر بن أرطأة وغيرهم، فقد تصوروا أنفسهم زعماء، ووافقهم الناس بذلك التصور...

   ثورة الحسين(ع) فضحت المرياع ومن وراءه الحمار، وكشفت الغشاوة عن بصر الأحرار، وليس العبيد(الغنم) قطعاً، ولذا فقد تهاوى عرش يزيد سريعاً ولم يصمد، ولكن سرعان ما أختار البيزنطيين حماراً آخر، ومرياعاً جديد، لتستمر حلقات الظلم، في فضاء العبودية وقطيع الأغنام، وبالمقابل أوجدت ثورة الحسين(ع) أحراراً، إستمروا بالكفاح، من أجل نصرة الحق ورفع راية الحرية...

   للحسين مدرسة عَبَرَّتْ عن معنى الحب والأحترام، بصورة أفعالٍ لا أقوالٍ فقط، إستمرت بالرغم من الأضطهاد والقتل والبطش، الذي عانته من قبل الذين حكموا وما زالوا يحكمون، تلك المدرسة هي الحوزة الدينية ومرجعيتها الشريفة وأتباعها، الذين لبوا نداء الجهاد، لِئلَّا يُقتل الحسين مرتين...

   فضحت المرجعية الرشيدة الحكام، ومازالت تفعلُ ذلك، ولكن الناس تأبى إلا أن تكون أغناماً، تتبع المرياع، بالرغم من أنهُ أصبح مفضوحاً هو والحمار!!

بقي شئ...

لا تلطموا على الحسين، ولكن أحيوا ثورته، بإتباعكم أنصاره الأحرار.

.........................................................................................