لانتخابات بوابة الديمقراطية ، فعبرها يمر ممثلو الشعب الى مجالسهم التشريعية ، والتي تنتخب بدورها اعضاء السلطة التنفيذية والهيئات المستقلة على المستوى الوطني وفي المحافظات . ولضمان سلامة الانتخابات ينبغي تمكين كل الناخبين من التعبير عن اراداتهم الحرة في انتخاب ممثليهم ، من خلال : قانون انتخابي اكثر تمثيلا للواقع السياسي والاجتماعي يعكس مصالح مختلف الشرائح والفئات ، ومفوضية انتخابات مستقلة مهنية وغير مسيسة قادرة على اجراء انتخابات بدرجة عالية من الشفافية والنزاهة ، اضافة الى بيئة انتخابات صحية خالية من الضغوطات الأمنية والسياسية يتمكن فيها الجميع من الوصول الى مراكز الاقتراع والادلاء بأصواتهم بحرية تامة وهو شرط معدوم في ظل هيمنة التنظيمات الارهابية على مناطق شاسعة بكثافة سكانية كبيرة ، ووجود اعداد كبيرة من النازحين والمهجرين خارج مناطقهم في اوضاع يفتقدون فيها الشروط الطبيعية والقانونية اللازمة للمشاركة في الانتخابات ، عدا عن هيمنة الميليشيات والجماعات المسلحة التي تشكل تهديدا مؤكدا لسلامة الانتخابات ونزاهتها ، وشيوع حالة الفساد السياسي والمالي ، وتنامي الصراع الحزبي ، واستشراء النزاعات العشائرية الآخذة في الاتساع في مختلف المحافظات الوسطى والجنوبية والغربية وتنعكس حتما على واقع الانتخابات او تزداد ضراوة بدافع منها .حتما ، ووفقا لهذه الحسابات الواقعية ، تأتي الانتخابات بنتائج عكسية لاتصب في تعزيز المسار الديمقراطي او المصلحة العامة عند اجرائها في الظرف الراهن ، ولابد من استحضار النتائج السيئة التي ترتبت على الانتخابات السابقة بما شابها من ضغوطات وتزوير لارادة الناخبين وخروقات دستورية انعكست على ضعف المجالس التمثيلية في دوريها التشريعي والرقابي وعلاقتها مع السلطة التنفيذية رغم اجرائها في ظروف افضل نسبيا . من هذه المناخات انطلقت دعوات الدكتور اياد علاوي لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات وفق استحقاقها نهاية نيسان القادم ، واجرائها بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب المقبلة مع العمل على تحقيق شروطها الصحية من قانون انتخابي ومفوضية مستقلة وظروف آمنة واشراف قضائي ودولي ، وقد لاقت هذه الدعوات التي استندت الى اسباب مالية ولوجستية اضافية ترحيب وقبول معظم القوى السياسية والاجتماعية العراقية اضافة الى التفهم الدولي . ائتلاف الوطنية الذي يرأسه علاوي أعاد امس السبت اطلاق دعوة رئيسه عبر مؤتمر صحفي لوضع الرأي العام الوطني والدولي في صورة المخاطر المتوقعة لانتخابات صورية اقل تمثيلا قد تضيف ازمة جديدة لواقع سياسي وأمني لايحتمل هزات عنيفة .
|