الثورة الحسينية وشعائرها.. وتوضيح الواضحات |
لم يتم تناول أي قضية في التاريخ, بشكل مفصل, شمل معانيها العميقة, وتفاصيلها السطحية الظاهرية, ومواقفها و حوادثها التاريخية, مثل ما حصل مع الثورة الحسينية. بنفس المستوى, لم تتعرض قضية للنقد والنقاش, مثل قضية الشعائر المرتبطة, بتلك القضية, وهذا يمكن قبوله, لضخامة حجم القضية, وأثرها وما سببته, من تحول تاريخي, في مسيرة الإسلام ودولته. يركز المنتقدون, وجلهم ممن يدعي المدنية أو العلمانية, على الشعائر والأفعال, التي يقوم بها, من يحسبون محبين وشيعة, للإمام الحسين, عليه وأله أفضل الصلوات, ويطالبون بأن يتم تطبيق أفكار الثورة, بإعتبارها حركة تحررية, حالها كحال, الثورات الشعبية والتحررية, وهو كلام فيه صحة. يركز منتقدون أخرون, على أهمية منع, ما يرافق تلك الشعائر, من مصروفات مادية, ويحددون موارد أهم, لتلك الأموال, كالفقراء والمحتاجين, و إعمار المستشفيات والمدارس, وهو كلام ظاهره صحيح, إن تذكرنا أن تلك الأموال تصرف من جيوب مواطنين متبرعين, وأن الإعمار وتوفير الخدمات, هو واجب الدولة.. نعم ربما يصح الإنتقاد, بعنوان التكافل الإجتماعي العام تطوعيا. يذكر أخرون, ما يرافق تلك المناسبات, من توقف شبه عام للدولة, وتأثر للطرق, وهي علة كبيرة ومؤثرة, لكن هل تتعلق بأصل الفكرة؟! أم بأليات من يطبق, وفهمه للموضوع, وقصور الدولة في إداء واجبها؟! رغم كل ما ذكر.. وربما أكثر, لكن جوهر القضية, من كونها ثورة, ضد الظلم والفساد, وسعيا لإعادة الحقوق إلى أصحابها, وإظهار الإسلام الحقيقي, بعدما حاول طلاب الملك حرفه عن مساره, مما لا خلاف عليه, إلا عند بعض الشواذ, من المتطرفين والتكفيريين. قد نختلف جميعا, في فهمنا للثورة الحسينية, وما يمكن أن نستلهمه منها, والمنقول عن مشاهير المفكرين, بمختلف توجهاتهم, والتي بعضها بعيد جدا عن الإسلام, عن تأثرهم بالثورة الحسينية, مما تواتر ولا حاجة لتكراره, وهذا الإختلاف مقبول جدا, لأن كلا منهم أخذ جانبا واحد, من أعظم حركة إصلاحية وثورية, شهدها التاريخ, لكن فهم كل منهم قاصر, فلا يمكن ان يحيط عقل ما, بكل جوانب تلك الثورة. قد تظهر هنا أو هناك, تطبيقات غريبة, وأفعال سطحية, أو أمور يراها بعضنا, مسيئة لتلك الثورة, وتصرف النظر, عن محتواها الحقيقي, لكن لنسأل.. وهل تخلوا قضية عظيمة من ذلك؟! يقول أهل الفلسفة, أن توضيح الواضحات, من أصعب المشكلات, فهل نحن بحاجة لتوضيح, أن الثورة الحسينية, من العظمة, كأنها نبع صافي, يغترف كل منا منها, بحسب قدرته, وطريقته في فهمها؟! |