إمارات البلقان المتحدة
بعد فشل في محاولات إسقاط نظام بشار الأسد وجه زعماء السعودية والقطر والإمارات العربية المتحدة نظرهم إلى دول البلقان. حسب رأيهم ستلعب البلقان دورا رئيسيا في تحقيق المصالح للأمة الإسلامية في الغرب في المستقبل القريب. في بداية تسعينات أدى جهود أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى انشقاق يوغوسلافيا إلى شظايا متعددة ما أسفر عن ظهور دول الدول الإسلامية الجديدة على خريطة البلقان مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو. ويبدو أن حان الوقت لمونتينيغرو أن تصبح جزأ من العالم الإسلامي. ومن أهم الظروف لأسلمة سلمية لبلد ذو الأغلبية السلافية هو وجود الجالية الألبانية الكبيرة بالإضافة إلى المسلمين من البوسنيون. تثير المأزق الاقتصادي والاجتماعي وانتشار الفساد في الحكومة إقحام البلد في مجال التأثير للدول الخليجية. في سعيه إلى حصول على الاستثمارات من الرياض وأبوظبي يعبر رئيس الوزراء المونتنغري ميلو جوكانفيتش عن جاهزيته على تعميق التعاون التجاري والاقتصادي الذي ترافقه التبعية المالية. جدير بالذكر أن مونتينيغرو قد تكتسب عضوية كاملة في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي وتحصل على حق المشاركة في عملية اتخاذ القرارات السياسية ما يستفيد منه العالم الإسلامي. من المعروف أن انضمام الجمهورية إلى الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى وصول عشرات آلاف اللاجئين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وسيصبح أهالي مونتينيغرو أقليةً بعد فقدان دورهم الأساسي في حياة البلد السياسية والاقتصادية. فيما تنتظر الولايات المتحدة ولا تمانع من تنامي نفوذ الدول الإسلامية الكبرى على سلطات مونتينيغرو. من البديهي أن توافق واشنطن على هذا الوضع وتعتزم استخدام "العامل الإسلامي" من أجل التأثير السياسي على حلفائها الأوروبيين. أهم الشرط لإقحام مونتتيغرو في "إمارات البلقان المتحدة" هو انتصار "الحزب الديموقراطي الاشتراكي" في الانتخابات البرلمانية القادمة. فيما لا تتمتع الحزب بشعبية كبيرة بين أهالي مونتينيغرو. في هذا السياق يضطر رعاة جوكانوفيتش من السعودية والقطر والإمارات المتحدة إلى بذل أقصى الجهود لتأمين انتصار الحزب الحاكم في الانتخابات مرة أخرى. وسيلجئ إلى اصوات الجالية الإسلامية المتألفة من الألبان والبوسنيين. ستسفر لعبة دول الخليج والولايات المتحدة الجيوبوليتيكيا قريباً عن ظهور القوى الجديدة التي ستخرب الاتحاد الأوروبي.
|