قف بإجلال فشهر محرم قادم! |
شهر يحمل بين طياته الحزن والألم، وبنفس الوقت يحمل الصبر والأمل، والإصرار، والتحدي بوجه الطغاة، شهر علمنا معنى لكلمة كبيرة، رسمت بدماء محمدية نقية، أنها (التضحية) التي خلدها التاريخ بكل فخر من أجل الوقوف بوجه الباطل، وتحطيم عروش الطغاة، فسلاماً على الحسين، ودمائه الطاهرة المطهرة، وسلاماً على تضحيتك التي لا تكرر ما حيينا.
التأريخ مع سيرة الطف يقف مندهشاً، لأنها العقيدة المحمدية الحقيقة، التي يحملها الحسين (عليه السلام) فهذا الإمام المعصوم قد حفر إسمه في الجبال، والسهول، والأهوار، والأنهار، وقبل كل ذلك بقلوب أمة آمنة به، لكن طمع الدنيا وشهواتها جعلت بعضاً منهم يشايعون على قتله، ويتابعون على نكران ولايته وإمامته، رغم ذلك نال المجد والخلود وسيبقى ما أضاءت له دفات الكتب.
إن أهم ما يميز هذه التضحية، أنها تمتلك الجرأة، في إختيار حياة أبدية لا موت فيها، إنها النهاية الخالدة، من أجل تثبيت الإسلام بكل بقاع المعمورة، فحلم الأمان والسلام في قلوب عاشقيه لا تختفي أبداً، رغم أن ثمن ذلك كان غالياً جداً، فالدماء المحمدية الصافية النقية، قد سالت لإنقاذ أمة، حتى أصبحت تلك الدماء ثورة أمل ونور، لنهاية نفق مظلم لن ينطفئ.
قف بإجلال فشهر محرم قادم، وستبقى تلك التضحية درساً مقدراً من الخالق للعباد، وهذا شيء لا يمكن تقاسمه مع أحد أبداً، فالاختيار كان من رب العرش العظيم، فكان عطاء الحسين (عليه السلام) إختياراً ألهياً من قبل أن يولد، ليكون خير سفير للكرامة والعزة والشموخ، فتعلمنا بان الدماء يمكنها الإنتصار على السيوف، وستنصر مهما طال زمن الطغاة.
ملحمة خطيرة، يعتمد على أساسها بقاء الدين والمقدسات، وجمال الإسلام وتعايشه، وقداسة تعاليمه وسماحتها، عندما جاءَ دواعش العصر، يحملون ألوية الشرك والكفر، بقيادة (عمر بن سعد) المتمثلة (بأبي بكر البغدادي)، ليرسموا صورة بشعة عن الدين المحمدي، في أهدافهم الخبيثة، هذه البشاعة لا يمكن تحقيقها، بوجود أمة الحسين بعشقها وأيمانها ومعتقدها، بسفير التضحية ورسول الشجاعة.
تلك الأمة التي لا تموت أبداً، بعد أن إنتفض برجال الحق والنصر، وهدفهم الأسمى لا يحيدون عنه، لأنهم أصحاب حق وتعلموا جيداً أن الدماء ستنتصر، فإختاروا إستلال السيوف، على أن يحكم الدواعش أرض الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، فصنعوا طفاً خالداً، متمثلاً بحشد حسيني جديد، حفظ الأرض والعرض والمقدسات، وأصبحت كربلاء وطناً للحرية والكرامة، لتتحرر المدن المغتصبة بصيحات لبيك يا رسول الله، لبيك يا حسين.
ختاماً: يعيد التاريخ نفسه ويجد إتباع يزيد، أن للحسين كلمة، كتبت من جمر القلوب لا تنطفئ أبداً، ورجال عاهدوا الخالق ونبيه وآل بيته الأطهار، بان يكونوا أشداء على الكفار، رحماء ما بينهم، حتى يحق الحق، وتُملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت جوراً وظلماً، على يد قائم آل محمد الحجة المنتظر، أرواحنا لمقدمه الفداء.
|