خلصوا دينكم من الخرافات تنجون |
لا اعتراض لديَّ على الشيعة ولا على السنّة ولا على أيّ دينٍ وملّة قائمة على سطح الأرض ، إلّا بما تسبّبه كل طائفة وديانة من أذىً مقصود ضد الله والبلاد والعباد . أنتم الآن تقفون على عتبة الباب الهجريّ المجيد والقصة المحمدية الخالدة ، فاحتفوا به وبها وخذوا منه الدرس المنقذ المفيد المخلّص ، وهو أيضاً فاتحة عاشوراء ومقتل الحسين الثائر الشهيد ، فاحتفوا به وخذوا منه الدرس والعبرة والمعبر ، من دون أن تنفخوا الواقعة بهواء الطائفية المريضة ، ونبش تأريخ الفتنة الميت العقيم وعكسه على سنواتكم العجاف التي تعيشون . لا تضربوا رؤوسكم بالسكاكين . لا تجلدوا ظهوركم بسلاسل الحديد الزناجيل . لا تقصفوا صدوركم بالأكفّ الثقيلة . لا تتمطينوا بالوحل وتمشون على أربع ، فتلك من أفعال الهمج الدهماء التي تشبه التبرّك ببول البعير وبصاق السيد وخرافة العشاء على مائدة النبيّ العظيم محمد ص . لا تصيحوا « هيهات منّا الذلة « وأنتم طامسون بها حدّ خشومكم . لا تقطعوا الشوارع وتعطلوا العمل والدوام والبناء . اطبخوا الطعام ووزعوه على الجائع والمحروم واللاجىء والتائه وابن السبيل ، ونظّفوا مكان الطبخ والنفخ . طهّروا دينكم من الكراهية والخرافة والبدعة والموت التكفيريّ الرجيمِ . لا تسمحوا لاتحاد الحرامية والخائنين في المحمية الخضراء ببغداد المريضة ، أن يتاجروا عند عتبة ودكة المشهد الحسيني الشريف . الزنجيل والتطبير والتطيين واللطم ليست من طقوس عاشوراء الحقّ ، بل التأمل في المأساة وقراءتها وفق مناخها وسياقها الذي وقعت فيه . انصتوا الى العقلاء الذين عاشوا في الدعوة الى تنظيف الدين وطوائفه من الخرافات والخزعبلات والبدع والضلالات ، وهذه لا تخلو منها الديانات الأخرى التي ثار أتباعها على الدجالين فنهضوا وتسيدوا . حكامكم الحرامية يخدعونكم ويستعملون ورقة الطقس الحسيني في تغطية جرائمهم وقذاراتهم ، فلا تقدموا لهم أعناقكم لذبحها مثل قطيع مستسلم لمصير مرسوم له . كسّروا بالعلم والمعرفة والإبداع والعقل السليم ، كلّ أبر التخدير والتجهيل والتمويت البطيء .إنّ تحت يمين الملايين المملينة التي ستزور ضريح الحسين ، أن تبدل اتجاه بوصلتها نحو المحمية الخضراء أس وأساس البلاء والخراب ، فتكنس منها كبار اللصوص وفروخهم والخائنين ليستقيم الأمر للشرفاء ، بعدها ستكون زيارة الضريح وأهله ، زيارة طيبة تغسل الأرواح القلقة وتوحد الناس أجمعين . بهذه سيرضى عنكم الله ورسوله ويغفر بعض ذنبكم . |