أولاً الشعر موقف ومسؤولية ، وإذا فقد أحدهما تحول إلى أُلهيات وبالونات دونها بالونات الأطفال .لكن فيما يبدو أن هناك نفرا من الشعراء لاتهمهم كينونة الشعر بوصفه موقفاً ، لذلك تراهم كالضفادع التي تغير لون جلدها حسب لون المحيط الذي تكون فيه ، وهذا الأمر لايخص الشعراء وحسب بل يشاركهم فيه فنانون وصحفيون وإعلاميون ومثقفون وكتاب وأدباء يملأون الساحة الآن متناسين مواقفهم السابقة في وقوفهم إلى جانب النظام السابق ، ومتناسين ما قدموا له من أماديح وما دبجوا من مقالات وأعمدة صحفية ومسرحيات ومسلسلات وبرامج تلفزيونية وإذاعية و و و الخ .هؤلاء الآن بدأوا يتسابقون على ملء الساحة من جديد تزلفاً إلى هذا الرئيس أو ذاك الحزب أو الكيان وطمعاً في الحصول على مكاسب وامتيازات جديدة ., لان يبدو أن العطايا والهدايا والمال والجاه والأراضي والشقق والسيارات والامتيازات التي منحها لهم صدام والحزب الحاكم آنذاك لم تكفيهم ولم تشبع نهمهم الذي لا حدود له .ولا نحسدهم على شيء يحصلونه ، لأن الذي يحصلون عليه ممرغ بكرامة متنازل عنها ، ومن تهن عليه كرامته يهون عليه كل شيء .كانوا يقولون الإنسان موقف ، إلى أين أصبحت مواقفهم وهم يتسابقون إلى الانحياز إلى هذا الكيان أو ذاك ، والى هذا المسؤول أو ذاك الوزير أو الرئيس..؟؟!! نعجب من هؤلاء الذين يغيرون جلودهم بسرعة تغيير ملابسهم ، ولو كان تغيير مواقفهم عن قناعة حقيقية لاحترمناهم ، ولكن مايتسرب عن مجالسهم الخاصة أنهم يلعبون على الحبلين ، ومن يلعب على الحبلين هو الإنتهازي والوصولي والمتلون والنذل والمتقلب والسافل والساقط والمرتزق والمنافق ، فهل يشرفه هذا التوصيف أو هذه الأوصاف ..؟؟أمن أجل المال يحدث هذا ..؟؟ وهل يساوي المال كرامة مفقودة ..؟؟ ، إنهم في حقيقة الأمر محتقرون من جهتين الأولى جهة الناس الذين يعرفونهم سابقاً ، ومن الجهة الجديدة التي إنتموا إليها لأن تعرف أن الذي يبيع غيرك بسهولة سيتخلى عنك بسهولة ، فهل يرضيهم هذا من أجل مال زائل أو قطعة ارض أو سيارة فارهة أو منصب لايدوم ، ولكن هي صفة النفوس الضعيفة التي ترتضي ماترتضيه العاهرة ، ورحم الله أمريء عرف قدر نفسه ، وأنى لهم أن يعرفوا أقدارهم !!