المتسولون إلى أين ؟

 

إنطلق العام الدراسي الجديد وتوجه طلبتنا الاعزاء إلى مدارسهم ساعين إلى طلب العلم في الوقت الذي سيتجه فيه أطفال آخرون إلى الشوراع كعادتهم

وفي كل صباح ولكن طلباً للمال وليس للعلم وسؤال الناس حاجتهم عن طريق الإستجداء ! إنهم أطفال الشوارع ! إنهم المشردون ! إنهم المتسولون !ومنهم الأيتام الذين خلفتهم الحروب وسلبتهم معيلهم.. أو ضحايا ظاهرة الطلاق المتفشية في المجتمع في الآونة الاخيرة .. فأنا اليوم بصدد موضوع غابت عنه الرقابة الحكومية وبعد عنه الدور الإعلامي بالرغم من تفشي هذه الظاهرة اللآ إنسانيةمنذ سنوات عديدة إلا إنهم لم يضعوا حداً أو حلاً لها

إلى متى ستبقى شوارعنا مكتظة بالمتسولين ؟؟ ومن المسؤول عنهم ؟ وإلى من نوجه نداءنا؟ وإلى متى يغمر بلادنا الفقر والعوز؟ أليست هذه جريمة بحق الإنسانية ؟؟ عندما نشتهر بزراعة المشردين في الشوراع !! الى جانب زراعة الشهداء !!

ذلك الطفل الصغير أو الأُم المسنة الواقفة تترقب رزقها تحت درجة حرارة تصل حتى الخمسين في الشوراع من بين العربات تلتفت هنا وهناك هل من مجيب ؟ هل من سيعطيها ثمن قوت يومها ؟ ألم يحرك فيكم ساكن هذا المشهد الذي يخدش المشاعر وتهتز له الأبدان ؟!! متى نستريح من تعب السنوات العجاف ؟ متى نحصد السنابل ؟ متى تعاد كرامتنا التي بعثرها النقص والحرمان ؟ كان ومازال بوسعكم أن تجدوا حلاً ولو بسيطاً كي تحتظنوا هولاء الفقراء متى توقظوا ضمائركم المسبتة.. طوال هذه السنين ونحن ننتظر موقفاً مشرفاً منكم ولكنكم يوماً بعد يوم تثبتون لنا إنكم بلا شرف ولا دين

ماذا لو أنشأتم لهم دور رعاية حكومية تهتم بهم وتسد نقصهم وتعلمهم وكذلك إنشاء دورات مهنية لهم لكي يكون بوسعهم الإعتماد على أنفسهم في الإسترزاق مستقبلاً دون الخضوع الى الإبتذال والإهانة أو إراقة ماء الوجه حيث نهانا رسولنا الكريم محمد عن سؤال الناس حاجتنا قال (صلى الله عليه واله وسلم): (( استعفوا عن السؤال ما استطعتم )) وكذلك يجب عليكم ايواء جميع النساء والرجال المسنين الذين يفترشون الارصفة عندما ينهكهم التعب في دار ايواء العجزة لانهم غدوا بلا مأوى .. واخيراً يرجى الإنتباه إلى أمر مهم جداً إلى إنه ليس كل هولاء المتسولين هم فقراء فعلاً فبعضهم إمتهن هذه المهنة وإحترفها مع إنه ليس بحاجة للمال والبعض الآخر ما هي إلا عصابات تتاجر بالأطفال وتقوم بإستغلال مشاعر الناس بهم لكي يعودوا لهم في آخر النهار بمبلغ مادي يرضي فسادهم وإجرامهم واشارت دراسات ان نسبة هؤلاء من مجموع المتسولين كبيرة جداً .. فلو تم إنشاء الدور التي سلطت الضوء عليها سابقاً سنحاول أن نحد من مخاطر عديدة تحدق بأطفالنا على وجه الخصوص فيجب أن نلتفت الى هذه الشريحة قبل فوات الأوان وإنقاذهم من الضياع ونعيدهم إلى بر الأمان