مواطنون يستهجنون عرض جثث الجنود المغدورين في الانبار على الفضائيات، ومطالب برلمانية بتسليم القتلة

 

 

 

 

 

 

العراق تايمز: كتب حسين الخشيمي ــ مع تصاعد وتيرة الخطاب الطائفي في العراق، ورعايته واحتضانه من قبل بعض الأجندات الخارجية التي تروم مسخ العراق وتقزيمه والقضاء على هيبته؛ تتصاعد وتزداد وتيرة العنف والقتل. الأجهزة الأمنية كان لها النصيب الأكبر خلال الأيام الأخيرة القلائل من هذا العنف بعد ان شهدت مناطق الغربية والحويجة في العراق ومدن اخرى تظاهرات وخطابات طائفية من قبل بعض رجال الدين هناك. أبرزها حادثة مقتل خمسة أفراد من جنود الجيش العراقي والذين كانوا عزلاً بالقرب من ساحات الاعتصام حسب مصادر متعددة أكدت ذلك. حاتم السليمان احد شيوخ عشائر الانبار, أكد في حديث متلفز له إن المعتصمين ليست لهم أي علاقة بمقتل الجنود, وأن الحادث وقع بعيداً عن ساحة الاعتصام, متهماً رئيس الوزراء نوري المالكي بفتح باب الفتنة الطائفية في البلاد وافتعال الأزمات, وأنه سيتحمل مسؤولية هذه الفعلة.

فيما شيعت وزارة الدفاع، اليوم الأحد، جثامين جنودها الذين قتلوا، يوم أمس السبت، في ذلك الهجوم المسلح الواقع بالقرب من ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، وشارك في التشييع رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي وأعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وأهالي الضحايا.

مراقبون أعربوا عن قلقهم من احتمال تصاعد الأحداث وتكرارها في تلك المناطق, ويعزون سبب ذلك الى اقتحام ساحات الاعتصام من قبل قوات الجيش العراقي على حد قولهم, وأيضا الى ضعف الخطاب الدبلوماسي من قبل الحكومة والسياسيين ورؤساء العشائر في إشارة منهم المهلة التي منحتها الحكومة يوم امس لرؤساء العشائر من اجل تسليم قتلة الجنود الخمسة. ويزداد قلقهم للتحرك المفاجئ الذي أقدمت عليه قوات البيشمركة في كركوك على خلفية أزمة الحويجة, عادّين هذا التحرك ناقوس خطرٍ لحرب داخلية من الممكن ان تشتعل متى ما توفرت لها الأرضية المناسبة.!!

القنوات الفضائية عرضت مساء يوم أمس صور الجنود المغدورين في الانبار. العراقية كانت إحدى تلك الفضائيات التي عرضت على شاشتها جثث المغدورين الذين مثل بهم المسلحين. الصور كانت مؤثرة ومثيرة للجدل, والرفض كان الطابع الغالب لآراء الشارع العراقي. المواطن احمد جواد من محافظة كربلاء المقدسة استقبح عرض القنوات الفضائية لصور الضحايا قائلاً: " يجب ان تحاسب كل القنوات التي عرضت صور الجنود المغدورين, لأنها تستغل دماء ومشاعر العراقيين من اجل الترويج لمشروع طائفي بغيض عبر التحشيد الاعلامي". بينما يرى نوفل حميد من محافظة بغداد أنها كانت خطوة ايجابية لفضح الإجرام الذي يقدم عليه المتطرفين في الانبار على حد وصفه. واعتبر الإعلامي "علاء هادي الحطاب" عرض قناة العراقية لتلك الصور ارتكابها خطأً كبيراً يخالف الشروط والضوابط المهنية لهيئة الإعلام والاتصال, وتابع الحطاب: " ان هؤلاء الجنود الأبطال ليسوا مادة إعلامية للعرض, وعلى إدارة القناة الاعتذار لذوي الضحايا وللشعب العراقي".

نواب برلمانيون استنكروا بشدة مقتل الجنود العراقيين, معتبرين أنها جريمة بشعة ومرتبطة بجهات مندسة لا تريد لساحات الاعتصام أن تستمر, وأكد  النائب عن ائتلاف العراقية "خالد العلواني"  في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بحضور نواب العراقية ووسائل الإعلام  إن "ائتلافه  يرفض ويستنكر الجريمة النكرة التي استهدفت الجنود الأبرياء العزل العائدين الى مساكنهم في إجازتهم الدورية وهو أمر لا يمت بصلة الى أخلاقيات أهل الانبار وعشائرهم". وأضاف العلواني: "ما حصل في الرمادي هو جريمة بشعة وهي مرتبطة بجهات مندسة لا تريد لساحات الاعتصام أن تستمر ولتعطي ذريعة لفض تلك الساحات بدعوى أنها خرجت عن مطالبها وسلميتها وهو أمر مبيّت ومقصود لزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ونحن نرفضه "

فيما طالب عدد من نواب محافظة ذي قار العشائر العربية في المنطقة الغربية بتسليم قتلة الجندي "حميد القرة غولي" من أهالي الناصرية, والذي تم التمثيل بجثته وتقطيعها بالسيوف بحسب مصادر إعلامية.

 وقال النائب "صادق الركابي" خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بحضور عدد من نواب دولة القانون ووسائل الإعلام  أن "فلول القاعدة والبعث اقترفت جريمة بشعة بحق عدد من منتسبي القوات المسلحة أثناء نقلهم معدات خاصة بالسدود غرب محافظة الانبار