حالها حال اغلب مفاصل جمهورية العراق تعاني شركة نفط الجنوب - وهي الشريان الاقتصادي للعراق كله - تعاني من مشاكل وازمات لا حصر لها فقبل ما يقرب من 3 سنوات عانت الشركة من ازمة مالية كادت ان تعصف بها لولا رحمة الله ,ثم استمر مسلسل الازمات والتخبط ما بعد اقصاء المدير العام الاسبق جبار اللعيبي حيث انه كان له الفضل في بعث الحياة في شركة نفط الجنوب بعد 2003 بجهوده الذاتيه وبعض كوادر الشركة في ظل محاولات بعض الشركات النفطية استفطاب موظفي الشركة ولكن ما بعد جبار اللعيبي كان مختلفا عما قبله فبعده تناوب على ادارة الشركة عدد من المدراء العامين وبعضهم من ابناء الشركة امثال الاستاذ كفاح كامل نعمان والذي كان معبرا لتولي شخصية اخرى من وزارة النفط وهو الاستاذ فياض حسن نعمة وبعد فترة استمرت بضعة شهور تم تسمية فياض حسن لادارة الشركة وبرغم ان علامات ايجابية ظهرت خلال فترة ادارة الاستاذ فياض وهي قصيرة جدا لم تدم اكثر من 3 شهور تقريبا برغم هذه الفترة فان الاستاذ فياض حاول اعادة النظر بكل مدراء شركة نفط الجنوب ولكن موقفه الرافض لعقود جولات التراخيص التي رتبها الشهرستاني اقصت فياض من ادارة الشركة كما اقصت جبار اللعيبي ليبدا عهد جديد من الفشل الاداري في الشركة تمثل بتسمية ضياء جعفر حجام وهو من المقربين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ووزير النفط حسين الشهرستاني ويبدو ان تسمية ضياء جعفر كان الهدف منها تمشية عقود جولات التراخيص بلا مشاكل او اعتراضات ولذا استمر ضياء على راس ادارة الشركة ما يقرب من 6 سنوات تميزت بانها اسوأ فترة مرت على شركة نفط الجنوب ففي هذه الفترة خضعت تسمية مدراء الهيئات والاقسام الى اعتبارات شخصية او حزبية فصعدت الى السطح شخصيات هزيلة فاشلة لا تمتلك لا الخبرة ولا النزاهة المطلوبة فضلا عن صعود رفاق بارزين في حزب البعث وخير مثال على ذلك مدير مشروع المنصات العائمة والذي هرب الى خارج البلد بعد اكتشاف تحصله على رشوة بلغت اكثر من 200 مليون دولار وما هذا الا غيض من فيض حيث تعج شركة نفط الجنوب اليوم بمدراء يفتقرون الى ابسط مقومات شخصية المدير الناجح من ناحية النزاهة والخبرة وقوة الشخصية والمهنية ولعلنا لا نخطئ ان قلنا ان بعض من اختارهم المدير العام الحالي الاستاذ حيان كمعاونين له هم لا يستحقون ان يكونوا بمستوى مدير قسم فالسمه الغالبة لهم الخوف من اتخاذ القرار نتيجة الجهل بضوابط العمل الاداري والقرارات الادارية وسوء التعامل ثم انعدام الشخصية القيادية لديهم وهذا عامل مشترك بين بعض معاوني المدير العام واغلب مدراء الهيئات والاقسام في الشركة ولا ننسى ضعف الجانب المهني للكثير منهم مما جعل الشركة تدور في حلقات مفرغة من المداولات التي لا تنتهي الا بفضائح جديدة وروتين بلغ مستوى قياسي وتعقيد الجوانب الادارية والفنية في الشركة ورغم محاولات المدير العام تصحيح بعض الاوضاع فيها الا ان هذه الخطوات هي الاخرى لم تكن موفقة وزادت من سوء الاوضاع في شركة نفط الجنوب نتيجة تغييب الجانب المهني والاداري في الاختيار وكل من يعرف تفاصيل العمل في شركة نفط الجنوب يقر بان الشركة مقبلة على فشل ذريع وهبوط عام في كل مستوياتها ومن الطبيعي ان لايرى المدير العام حجم الكارثة في الشركة في ظل من يقف الى جانبه ويوهمه بان الامور تسير بالاتجاه الصحيح نحن نثق بالمدير العام الحالي لما يتمتع به من سمعة طيبة وثق بالوزير جبار اللعيبي لكننا لا نثق بكل ما عدا ذلك ونتامل ان تشهد نفط الجنوب صحوة تقلب الطاولة على المنتفعين والفاسدين والفاشلين وعديمي الخبرة لتصحيح اوضاعها والسير قدما نحو الامام قبل ان ياتي يوم لا ينفع نفس ايمانها لم تكن امنت من قبل ولا ننسى انه تاريخ سوف يسجل لمن يقوم على مقالليد الامور فلولا حسن ادارة جبار اللعيبي للشركة لم تتمسك الجماهير به ليصبح وزيرا للنفط
|