الموصل ـ عبد الحميد الاسماعيل
يبدو ان حظ الحمير في العراق ليس كما كان سابقا عندما كان له اهمية قسوى في كثير من الاعمال ويعامل كحيوان منتج ذو أهمية في الريف والمدينة ,, لكن هذا الحيوان أفل نجمه وبدأ بالانحسار والاختفاء في مدن العراق بعد أختفاء العربة الخشبية التي كان يسحبها ذالك الحيوان الوديع الذكي كما اثبت حديثا أنه من اذكى الحيوانات ففاجئت عربة الستوتة في يوم صباحي ربما صيفي او خريفي ذالك الحمار ليستغني عنه اصحابه ويبعدوه عن دورهم بعد كل تلك الخدمة واخراج الكثير من تلك العوائل من فاقة العوز ابان سنين الحصار الجائر في تسعينات القرن الماضي .. بعد انتعاش المدن الامنة في وسط وجنوب العراق وأستغناءها عن الحمير ظهر هذا الحيوان ثانية في تجمعات معامل الطابوق وفي بعض المدن البعيدة خاصة تلك التي يسيطر عليها داعش مثل الرمادي والفلوجة وتكريت وديالى واخيرا الموصل وظهوره في هذه المناطق ليس اشتياقا وحبا بهذا الحيوان بل للارتفاع اسعار الوقود في تلك المدن وبالتالي صار العودة له ذات اهمية كبرى في العيش وقضاء بعض الاعمال التي تحتاج لجهد صامت ولحيوان لايصرخ ولا يشتكي وما غير ال(مطي )حيوان لهذه المهمة .. وبما أن الكثير من المدن عادت الى وضعها الطبيعي وتوفر الوقود باسعار الدولة الرسمية عاف الاهالي ثانية هذا الحيوان فتمركز اكثر في مدن الموصل واحياءها لأسباب ذكرناها سابقا ,, وفي كل تلك المدن التي احتلها داعش لعب الحمير دورا كبيرا في اسعاد الدواعش فتارة يحملون عليه اسلحتهم واعتدتهم واخرى يفخخونه ويرسلونه الى القوات الامنية واخرى اتخذوه خليلا لسد رغباتهم السادية كما فضحتهم الاقمار الصناعية الامريكية وايضا استغل لحمل قادة داعش في المناطق الوعرة في تنقلهم لكن هؤلاء الاوباش معروف عنهم لا صديق ثابت لديهم فهم وبسرعة البرق ربما يغيروا كل شيء وهذا ما حصل في الموصل قبل ايام قليلة عندما اصدر القاضي في المدينة بأبادة كل الحيوانات من فصيلة ذالك المسكين وما هي الا ساعات حتى ملئت المفارز الراجلة والمحمولة الشوارع وهي تطارد الحمير الغير هارب فتقتل كل حيوان يسير في الشارع وتصادر كل مالك حيوان هو وحيوانه لمحاكمته بأمر خافيا على اهل الموصل اللذين استيقظوا ليجدوا الحمير ملئت الشوارع ميتة مقتولة ,, بدا الامر غريبا اول يوم وثاني يوم حتى اصبح علنا ومكبرات الصوت تجوب الشوارع وهي تنادي بتسليم المجرمين من الحمير والا فأن من لم يسلم حماره يعتبر متواطئا معه لقلب نظام الدولة الاسلامية هو وحماره فلم يكن من بد الا ان يذهب الناس بحميرهم ليسلموها الى القتلة لتقضي عليه ومحظوظ من هؤلاء من يعود الى بيته سالما يمشي على اثنين وهؤلاء العائدين المحظوظين عادوا لان مطاياهم لا تشبه الحمار المشتبه به ,, عرف اهل الموصل اوصاف الحمار المجرم صاحب كل هذه المعمعة والتي قلب رجال الحسبة والقضاء رأسا على عقب فهو جوزي اللون مبتور الذيل مقطوعة احدى اذنيه كما يبدوا قطعت للحط من قيمة الدولة الاسلامية ,,وبعد عودة بعض من الرجال المتهمين والذي حققوا معهم بطل العجب ولم يعد غريبا السبب فلقد عرفوا هؤلاء في التحقيق ان احد الحمير ظهر في مدينة الموصل وقد التصقت بجسدة وعلى بطنه صورة امير داعش المفدى ابو بكر البغدادي وترك الحمار على هواه يجوب الشوارع واعطي الحرية الكاملة ليصل عند أهم النقاط المهمة والقريبة من مقر الدولة فيقبض عليه متلبسا بالجرم المشهود فأودع الاسطبل الانفرادي دون ان يسقى ماءا ولا يعلف حتى البحث عن صاحبه لكن المفاجئة الكبرى كانت في اليوم التالي حدثت ايضا عندما مر حمار اخر يتمختر ويسير الهوينا وهو يحمل نفس الصورة على جسده لينتفض هذه المرة رجال الدولة ويعلنوا الحرب على الحمير وعلى من يقف وراءها . هذه الحملة المباركة من قبل ابطال داعش جعلت من مدينة الموصل خالية من المطايا وهي بأمس الحاجة لها وقد صودرت تلك الحيوانات الصديقة والمطيعة بالقوة الى أجلها المحتوم ويمنع امتلاك الحمير في البيوت منعا لارجعه عنه ابدا وبقرار رسمي من اعلى الجهات الرسمية في دولة العراق والشام التي هرب قادتها من الموصل خاصة هؤلاء اللذين قدموا من الخارج وباعوا ممتلكاتهم ودورهم وتركوا مسبياتهم ونساءهم وحميرهم الى غير رجعة بعدما عرفوا هؤلاء ان اجلهم قد حان وان الموصل قد بدأ مشوار دخولها من قبل الابطال من الجيش والحشد الشعبي ,, لماذا لم يكن هذا الحيوان محظوظا عند العرب بالذات ولو عرف العرب اهمية هذا الحيوان لعادوا عليه يسعون زحفا على رؤوسهم بعدما تبين ان حليبه افضل من بول البعير وان سعر قطعة الجبن ذات وزن 250 غرام المستخرجة من حليب الحمير في سويسرا يصل الى مئة دولار لأصبح العرب والعراقيين اول المصدرين لألبان الحمار . |