هل أصبحت الشكوى متعتنا الوحيدة؟ |
كلٌ منا يشكو منْ أيِّ شيء وكل شيء ، لماذا ..؟؟
سؤالٌ طرحته على نفسي أولاً ، وأطرحهُ على قرائي أيضاً .
نحنُ نشكو من رواتبنا التي يلتهمها الغلاء ( لفة فلافل ب750 دينار ) وأجرة تكسي شركة فلاي بغداد من ساحة عباس بن فرناس إلى مطار بغداد الدولي 60 ألف دينار ، وأجرة الاستارأ كس ( 11 راكب ) 10 آلاف دينار يدفعها كل راكب أو مسافر ( ياسلام على الرخص ) .
قلت : يلتهمها الغلاء ، يلتهمها الإيجار ، تلتهمها مولدات الكهرباء ، تلتهما إستقطاعات الدولة لسد عجز الميزانية من رواتب موظفي الدولة ومتقاعديها ، لا من أغنياء الوظيفة كالنواب حرسهم الله !!
إذا لم نشكُ من البحث عن عمل ، نشكو من قلة راتب العمل ..!!
نشكو من عدم احترامنا _ احترام المواطن _عند مراجعة دائرة رسمية ، فلا تدري من ( يتعنتر ) بوجهك ، ليسد الباب بوجهك ( حتى ينتهي السيد المسؤول من مغازلة زوجتهِ أو عشيقته .. أو ينتهي السيد المدير من صفقته أو عمولته أو تنتهي جلسته الخاصة مع النائب المحترم أو النائبة المحترمة جدا ، الله أعلم ) !!
نشكو ممن لايُرشدك إذا سألته !
نشكو ، ونشكو ، ولكن لا مَنْ يستمع ، ولا مَنْ يُجيب !!
حكامنا لايسمعون الشكوى ، ولا يريدوا أن يسمعوها ، والنواب الذين إنتخبناهم كممثلين لنا تركونا وراءهم وإنشغلوا بأموالهم ومكاسبهم وصفقاتهم.
نشكو البعض من الرؤساء وخاصة الذين استقبلوا افسد برلماني واعتى سارق ومتلاعب بقوت الشعب المغلوب على أمره !! سرق أموالنا واستقبل استقبال الأمناء الأبطال !! ( والكناية ابلغ من التصريح )
وزراء دولتنا كأنهم يعملون لا لشعبهم ولا لدولتهم ، لأنهم لا يعيشون بين مواطنيهم ، ولم ينتظروا باص الأجرة ، ولا مراجعة دائرة رسمية يهانوا فيها كما يهان أبو جاسم المواطن البسيط !!
هم يتقوقعون في قصورهم في خضرائهم التي أنعم بها عليهم الأمريكان _ حفظهم الله _ وليذهب فقراء الثورة – مدينة الصدر – والشعلة وغربي بغداد إلى جحيم الحر والبرد والفيضانات والتدافع بالمناكب ، فلا أحد يشعر بمعاناتهم ولا حسيب يحاسب من يظلمهم ولا ضمير يؤنب مَنْ يقصّر بواجبه تجاههم !
لاشارع يُعبّد ، ولا مُستشفى يُبنى، ولا مشروع يُنّفذ ، لذلك شَحُبت الطرق وأعتمت الليالي وجفت عروق الحياة في مفاصل الدولة .
هناك مّنْ يُحَرِّض الدولة على مواطنيها !!
نوابٌ ونائبات يستأسدون على مّنْ إنتخبهم، فكأنهم يحسدون المواطن على لقمة الخبز الجافة التي يأكلها .
يحسدون العامل الفقير الذي يشقى ليعيش على أرض هذه الدولة التي باطنها أغنى من سطحها ، فيها النفط الذي كان شريان الحياة للعراقيين لكنه شَحُبَ لأن من تولى أمره بعد الإحتلال جيره لمنفعته الشخصية ومنفعة شلله وحواشيه !!
لا زراعة في البلد ، لامشاريع صناعية ، حتى النخيل أضحى كالمرأة العاقر!!
الجامعات سُيست ، والمستشفيات من سيء إلى أسوأ ، والمدارس بمناهجها العقيمة أضحت تُخرج أفواجاً من الطلبة لاتُحسن القراءة والكتابة !
هكذا أضحت حالنا ، أفليس من حقنا أن نشكو ؟ سنظل نشكو ونشكو إلى الله حتى يبيض الديك ، وهو ليس ببائض !!!
ولك أن تضحك أو تبكي
|