ثورة الامام الحسين (ع ) بعيدا عن الخرافة والرياء والدجل والنفاق |
ونحن نعيش ايام محرم الحرام الاولى علينا ان نتوقف كثيرا عند مقاربات ثورة الامام الحسين ع وابعادها الروحية والسياسية والقيم العليا التي تمثلت بها الاهداف التي أراد تحقيقها الامام ولم تتحقق حينها وهو على قيد الحياة لكنها تحققت بشهادته وشهادة اهله واصحابه فأعطوا الدماء الزاكيات من اجل ذلك حتى وصلت الينا اليوم بهذا الوهج القيَمي والاخلاقي لتعطينا درسا كبيرا في نيل الحرية والعدالة والصمود وقول الحق بمفردة مهمة هي الكلمة كما عبر عنها لحاكم مكة انذاك عندما قال له وهل ان البيعة سوى كلمة . لم يكن الحسين ع عندما ضحى بكل ما يملك بل حتى قدم الطفل الصغير قربانا لرضى الله ان نأتي اليوم لننشر الخرافة والدجل والكذب والنفاق من اجل الوصول الى غاياتنا حتى وصلت الى مرحلة خطيرة جدا على الثورة الحسينية وبيننا اليوم البعض المزيّف يريد ان يشوّه ما أقدَمَ عليه الحسين ع من خلال استخدامه للخرافات والدجل والنفاق وغير ذلك من التصرفات التي تسيء لقيم الثورة ومبادئها . أحيانا يصل الامر عندما نبكي الحسين ع لا يعني ان البكاء هو التصاق بمباديء الامام وانما ربما يدخل في حالة من الرياء والعياذ بالله وهذا ما أشار اليه الشهيد الصدر الاول محمد باقر الصدر قدس سره حينما قال : ((أن عمر بن سعد بكى عندما مرت زينب عليها السلام في موكب السبايا، في الضحايا، حينما اتجهت الى رسول الله ( ص) تستنجده أو تستصرخه أو تخبره عن جثة الإمام الحسين و هي بالعراء، عن السبايا وهم مشتتون،عن الأطفال وهم مقيدون، حينما أخبرت جدها بكل ذلك ضج القتلة كلهم بالبكاء. إذن البكاء ليس ضمانا، العاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أن صاحب هذه العاطفة هو لا يقف موقفا يقتل فيه الإمام الحسين، أو يقتل فيه أهداف الحسين مجرد أننا نحب الإمام الحسين،مجرد أننا نزور الإمام الحسين مجرد أننا نبكي على الإمام الحسين، مجرد أننا نمشي لزيارة الإمام الحسين لا يكفي وليس ضماناً ودليلا لكي يثبت أننا لا نساهم في قتل الإمام الحسين ، يجب ان نحاسب انفسنا، يجب ان نتأمل في سلوكنا، يجب أن نعيش موقفنا بدرجة اكبر من التدبر والعمق والإحاطة والانفتاح على كل المضاعفات و الملابسات، لكي نتأكد من أننا لا نمارس من قريب أو بعيد بشكل مباشر أو غير مباشر قتل الإمام الحسين ( ع) )) الى هنا ينتهي اقتباس حديث السيد الشهيد الصدر. أقول للسيد الشهيد الصدر رحمه الله لو تأتي اليوم لسوف ترى ان الحسين ع وثورته المعطاء وكل ما قدمه من تضحيات يتم سحقها من خلال الخرافات المؤدلجة والمقصودة بكل دراية من اجل النيل منها من خلال ما يسمى بحالات التطبير وشج الرؤوس وتمزيق الاكتاف وباقي اجزاء الجسد واراقة الدماء بكثافة وفي حضرة الامام الحسين وفي صحنه على مقربة من الضريح المقدس ، حتى بدأت تأتي أقوام من الهند ومن اعالي القارات لتصنع من حالة الخرافة واقعا ملموسا على الارض في كربلاء الحسين ع ، بل وصل الامر الى اقسى من ذلك عندما تشاهد البعض وهم يزحفون ما بين الحرمين الشريفين في كربلاء ويسمون انفسهم كلاب رقية والطيّانة الذين يغرقون بكومة من الطين حتى تكاد لا ترى وجوههم او اجسامهم كافة ونحن نى أن النواصب من الوهابيين واليهود والمردة يتفرجون ليضحكوا علينا حتى صرنا فرجة بعد كل تللك الممارسات على الرغم ان الحسين ع خاطب السيدة زينب قائلا لها لا تشقّي جيبا ولا تلطمي خدّا وهذا يفنّد خرافة البعض ان السيدة زينب ضربت رأسها بعمود الخيمة وأدمت رأسها فاتخذا الامر وسيلة تبرر لهم التطبير وضرب الرؤوس . لم يكن الحسين ع قد اعطى وبذل كل ذلك من اجل هذه الحفنة من الخرافيين ليمزقوا ثورته على الظلم والفساد ، فثورة الحسين تصحيحية للاسلام المعوج الذي خطفه ابناء أمية ومن تبعهم من ابن العاص وغيره . ففي الثورة ثقافة الصمود، وثقافة الإباء، وثقافة النصر، وثقافة العطاء، وثقافة القوة، وثقافة التحدّي فلماذا لا نلتزم بخطوط هذه الثورة وعطاءها الذي بقي شعلة الى يومنا هذا ، هؤلاء يريدون تخريب ما قام به الحسين عليه السلام ويريدون قتله مرة اخرى ولكن ليس بعنوان أموي او سفياني او اتباع يزيد وانما بمن هم من شيعته بعد ان ضحكت عليهم الماكينة الاعلامية التكفيرية والوهابية لتحرفهم عن تلك الخطوط العامة لثورة الشموخ . يجب على علماء الامة وبالذات المراجع الكبار في النجف الاشرف التصدي لتلك الانحرافات لأن الخرافات تلك ستكون امرا واقعا بعد سنين قليلة وهذا ليس بعيدا وسيضر كثيرا بأهداف الثورة . وعلى خطباء المنبر ان يرتقوا الى مراتب فكر هذه الثورة وان يلتزموا بتوصيات المرجعية حيث وضعت خارطة طريق ثقافية في محرم الذي نعيشه اليوم تبدأ من تنوع الاطروحات الى مواكبة الخطيب ثقافة زمانه والدقة في ذكر الايات القرآنية وترفّع المنبر عن ذكر الخرافات والمهارة في طرح النصوص والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والابتعاد عن الخلافات الشيعية والاهتمام . |