هناك تقليد عراقي أعتاد العراقيون عليه لزمن بعيد وهو إلقاء سبع حجرات خلف من لا يرغبون برؤيته ثانية خصوصا إن كان هذا الشخص شخصا ترك أثرا سيئا أو قام بعمل لا يرقى إلى مستوى أعمال الآدميين أو فعل فعلا مستهجنا حتى كرهه الجميع وتمنوا ذهابه دون رجعة و كما يقال باللهجة العراقية ( روحة بلا ردة) أو كما يقال أيضا (دفعة مردي وعصا كردي)... وهذا ما إنطبق على سفير العراق الهمام في فرنسا؟؟ ما جعل الجالية تجمع سبع حجرات أو ربما سبعين حجرا لرميها خلفه هو وأفعاله ومواقفه وأكاد أجزم أن العراقيين في فرنسا قد إنتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر وكانوا يعدون الأيام يوما بعد يوم لسماع خبر إنتهاء مهام هذا السفير بعد أن كان من المفترض أن يغادر منصبه العام الماضي حيث قضى خمس سنين عجاف لم ير مثلها العراقيون أياما حتى في ظل سفراء العهد البائد, رجل يفتقر إلى أبسط مقومات العمل الدبلوماسي, إذ يمكن القول وببساطة أنه مركب عقد يتجسد في إنسان, رغم أنه يعيش في سويسرا منذ أن كان في العاشرة من عمره منتصف ستينيات القرن الماضي ودرس لعشرين عاما في الولايات المتحدة وسفيرا للعراق في فرنسا لخمس سنوات لكن الحياة في سويسرا وأمريكا وفرنسا لم تغيره ولم تغير شخصيته الغريبة الاطوار, لم يشارك الجالية يوما مناسباتها ولم يطرق باب أحدهم ولم يرفع سماعة الهاتف للاطمئنان على عراقي في بلاد الغربة وإن فعلها يوما فقد فعلها ليذر الرماد في العيون, لكنه وفي الوقت عينه كان يلهث خلف مصالحه ومصالح من يسنده في بغداد ليرضي سنده ومن أوصله لهذا المنصب, دعوات وندوات وتكريم لرجالات النفط وللساسة الفرنسيين بمقابل دعاوى ومرافعات ضد أعمدة الجالية؟؟ تغاضي عن ممارسات لا أخلاقية من بعض موظفيه من دبلوماسيي الصدفة بحق الجالية العراقية في باريس وإسناد على باطل, لم يره أحدا يوما في مناسبة تخص العراق لكنه كان دائما في الصف الأول في كل مناسبة تخص فرنسا أو أي دولة أخرى, لم يكرم مبدعا عراقيا ولم يدعو فنانا أو كاتبا أو عالما أو طبيبا عراقيا من أبناء الجالية في الوقت الذي طالما كتبت الصحف الفرنسية عنهم وطالما استضافتهم وسائل الإعلام السمعية والمرئية وكرمتهم المنظمات العالمية كاليونسكو ومعهد العالم العربي وغيرها من المنظمات الذائعة الصيت, ولم يسلم الكثير من مداخلاته الممجوجة وكلماته الخالية من أبسط مقومات اللياقة وعلى النقيض ممن سبقه في هذا المنصب حيث ترك ذكرا حسنا بين الجميع ورصيدا من الأفعال يحسب له حتى بعد كل تلك السنوات من مغادرة منصبه فقد كان رجلا خلوقا وسفيرا محنكا ودبلوماسيا مخضرما وإنسانا مهذبا قبل كل هذا وذاك, هل فرغ العراق من الرجال لترسل الخارجية سفيرا معقدا لا يفقه من أصول العلاقات الإنسانية شيئا قبل أن يفقه في فن العلاقات الدبلوماسية؟ وهل نخر وباء المحاصصة جسد الدولة العراقية من الداخل ليصل الى خارجه؟؟ ألا يكفي فضائح من يحكم في الداخل ليأتي من ينشر غسيله القذر في الخارج؟؟ اتقوا الله في أناس غادروا العراق مجبرين في زمن تسمونه زمن الطاغية لتسلطوا على رقابهم طواغيت الخدمة الجهادية ومن لف لفهم
|