تحالف مصالح وخلافات مؤجلة فرضتها الإنتخابات القادمة

 

تحالف هش، ووطنية مزعومة، ومصالح مازالت تنهش من لحم المواطن البسيط لتشبع طمعها وحزبيتها، وخلافات يعلو صراخها عند كل نائبة تمس هيبة ذاك الكرسي، ومصائب الشعب يُغض عنها كل نظر، ويخرس لها لسانهم السليط، فقد ضاع الحق بين أروقة تلك السياسة التي لا تبق ولاتذر من خير, لشعب أمسى مبتسماً بالخلاص من الطاغية، ليصبح مفجوعاً بفراعنة عاثوا في هذه الأرض مفسدين.

وقت مناسب لِلَم الشمل، وركن الخلافات على رفوف التأجيل لأجل مسمى، من أجل الضحك مجدداً على ذقون تلك الأصوات التي ستنتخب بعد حين، فلا بد من أقنعة مزيفة جديدة، ومسرحية يصاغ نصها بحنكة وخبث سياسي، لشعب وعى بعض الدروس، لكنه سريع النسيان، غزير العاطفة، تدمعه صورة مع فقراء، وتنسيه مآسي ما مضى ابتسامة خادعة وسط أيتام، وحين يشتد الوطيس فلا مناص من إستخدام سلاح الشائعة الدينية، فهي ما زالت ذاك السلاح السري الأنجع.

ولسخرية هذا القدر نصيب كبير، فبرد أصوات الناخبين، تدفئه ألحفة السياسيين مع كل شتاء، حين تحملها يمناهم بلا خجل، وكتاب الله باليسرى، فلا لحاف بلا قَسَم، ولادفء بلا وعود، ورغم أن (البطانية) كانت شعاراً دائماً ومميزاً لكل انتخاب، إلا أن ملل الشعب منها دفع بالسياسي إلى إجتهادات شتى فيما يقدمه من أطعمة تعلوها صورته وصورة حزبه، وهدايا رمزية، وبعضهم آثر توزيع الكتب الدينية التي طبع على ظهر غلافها سيرته الشخصية كنوع من الوسيلة الإعلانية للتعريف بنفسه.

أخذتنا وعود الكذب الماضية منحىً بعيداً عن العنوان، رغم أنها عنوان واقعي لكل تحالف، بعيداً عن زيف الإعلام وما يريد السياسي إيصاله من إعادة تلك التحالفات اللاوطنية إلى الواجهة، تحالفات لم نرَ خيراً منها، من ألفها إلى ياءها، ورغم أن الشعب قد خابت كل آماله فيهم، لكنه سيعود لانتخابهم من جديد، متغافلاً عما مضى من دائهم الذي ما زال يسرق كل عافية منه.

لا جديد في الإنتخابات القادمة، هي أقنعة جديدة ليس إلا، أخفت ورائها مآسي السنوات الماضية، وتحالف اجتمع اليوم لا لأجل خلاص هذا الشعب، بل قرَّبته المصالح المشتركة، وخلافاته التي أضنتنا ليالي السنوات العجاف الماضية، ستعود لتعتلي وجوه القوم بعد الانتخابات.