لاتطبب سوبرك شارعنا ضيك ! |
في الحرب العراقية الايرانية شكل الوزير لطيف نصيف جاسم الدليمي فيلق للطبالين والمبوقين والراقصين على اشلاء القتلى واسماه الفيلق ( الثامن ) وجمع به شذاذ الافاق ومن بارت بضاعتهم ومن عفا عليه الزمن وعافه حتى ( العتاك )وملأ جيبوهم مالا وايديهم اقلام وطبول و( صجماغات ) وافواههم بـ(ابواق ) وفسح لهم المجال لينشدوا ويرقصوا في حب ( القائد ) ويبوقوا له واصبح هذا الفيلق ظاهرة نتجت عنها ظاهرة تلفزيون الشباب وسباق الاغاني وتحول الجميع الى مطربين بحيث نادرا مايخلو زقاق من ازقة المناطق الشعبية من وجود مطرب وابوه وامه يحشدون نساء ورجال المنطقة من اجل التصويت له في سباق الاغاني الاسبوعي وظهرت اناشيد لاتعد ولاتحصى وقد لاتغادر ذاكرة البعض الا بعد صعوده على ظهر الكيا واغاني لاتقل عنها سماجة وغرابة ولم يصل اكثرها رقيا الى ( يمه كرصتني العكربه ) او ( البرتقاله ) او ( صكر البيده ) وهذا الكم الهائل من (الخرط ) أثر في المجتمع حتى وصل الى مناسباته المفرحة والحزينة وفي الاعراس ظهر على فعاليات النساء ( رقصا وغناءا ) شيء اكثر غرابة مماظهر هناك وكان اغلبهن في موكب الزفاف يترنمن بـ( لاتطبب سوبرك شارعنا ضيك ) و )( يمه نتلني الاوتي صوجي لعبت بوايره ) و( طيب ياشرب الميرندا .. يوكف ع الصره الميرندا ) اضافة الى رقص جماعي على انغام ( هي يهل العمارة ) و(مخطوبه لابو التحرير واشحده اليمر بيها ) و( زعلان الاسمر مايكلي مرحبا ) و( اشلونك عيني اشلونك ) ولم تنقضي هذه الموجة والظاهرة الا عندما ( علسها وعلس اهلها ) الحصاربجبروته وجوعه وعريه المقيت واصبحت ماضي يطلق عليه بعض من رقصوا (بزخوا) على انغامه وينعتونه بـ( الزمن الجميل ) ثم انشغل الناس بالانتظار لتنفيذ امريكا وعودها بدخولها العراق وطرد ( القائد الضرورة ) وحزبه وشغلهم حينا حادث 11 ايلول الذي منح امريكا فرصة احتلال العراق وتدميره والاتيان بصنائع لها تعلموا اللصوصية و( الخمط ) في منافي العالم وتسليطهم على رقابنا وثرواتنا ومقدرات بلدنا وبما ان هؤلاء القادمون من مقابعهم المنسية يحتاجون مثل سلفهم الضرورة الى لطيف نصيف اخر وفيلق ثامن وردح وغناء واناشيد من نوع اخر وبعد بحث وعناء ذهبوا الى ملحمة كربلاء فأساءوا لها ايما اساءة بعدما محوا تاريخ عظيم هادف من الاناشيد الحسينية من ( حسين بضمائرنا ) الى ( جابر يجابر مادريت بكربلا اشصار .. بخيامنا من شبوا النار ) وهكذا استبدل فيلق ثامن بفيلق ثامن وقائد ضرورة بمخاتير وقادة العصر |