وطنية العبادي في الإمتحان أمام غطرسة السلطان

 

يصر أرغان على عجرفته ويتمادى بغطرسته, وإمتهانه لسيادة وكرامة الشعب العراقي. ويرفض أي منطق للعقل وحقوق الجوار والقوانين الدولية وحرمة أراضي الغير.

بكل وقاحةٍ يرفض سلطان آخر الزمان أردغان وأركان حكومته الشوفينية العنصرية الأنسحاب من الأراضي العراقية. بحججٍ  واهية لا عقلانية ,ومنها الحفاظ على ديموغرافية الموصل طائفياً والدفاع عن حدوده من إختراقات البي كي كة. ولاندري عن أي حدود يتحدث؟ وقد توغل بعمق 110 كم في الأراضي العراقية . وكأنه يقول إنَّ الله سبحانه وتعالى قد فوضه رقاب الناس وسيادتهم على أوطانهم. وبإمكان حكومتنا دحض هذا لأفتراء و تأمين الحدود بطرح إتفاقية لمنطقة منزوعة السلاح عازلة بعرض 20 كم من أراضي البلدين تحميها قوة دولية. ولكنَّ تركيا سترفض هذا . فمقصود أردغان عودة السلطنة العثمانية .وعندها سيُكْشَف القناع عن وجه أوردغان القبيح. وغني عن التعريف ومعروف تعامل الأتراك المتزمت قومياً مع الأرمن والكورد والعرب. والتاريخ يشهد. 

إنَّ عنجهية أردغان مع العراق وشعبه متأتية من أطماعٍ عثمانية قديمة بأرض الموصل, وبالعراق كله. لهذا مارست الحكومات التركية المتعاقية  كلَّ أنواع الضغط والأكراه  وإلحاق الضرربالعراق وأهله. والغاية التراجع عن معاهدة لوزان التي رسَّمتْ الحدود بين البلدين.

 وما سد أتاتورك و قطع مياه الفرات وسد أليسو على دجلة ومشروع (جي أي بي ) إلا إهلاك وتدمير لحياة الشعب العراقي وإقتصاده وثروته الزراعية وتصحير لأراضيه.

كل هذه الممارسات إضافة لمساهمة أردغان ودعمه لداعش بإدخاله آلاف الأرهابيين الدواعش من المطارات التركية الى العراق وسوريا, دليل واضح وجلي لا يقبل اللبس على سلوك السلطان أردغان الأجرامي الأستعماري تجاه العراق وأهله.

إن الموقف المطلوب من الدكتور العبادي اليوم موقفاً وطنياً حازماً مُشرِّفاً. وهو رأس السلطة التنفيذية في العراق. فهو في إمتحانٍ لوطنيته أمام غطرسة أردغان وصلفه وغروره . فالكلام والتصريحات لا تكفيان. نحن نعلم إننا اليوم بشغل شاغل. لتحرير الموصل من داعش الأرهابية . ولكن هناك أسلحة مهمة أخرى غير العسكرية ويمكنه إٍستعمالها. ومنها سحب سفيرنا من أنقرة وطرد السفير التركي من العراق , وإقامة دعوى دولية على تركيا بهذا الشأن, و الأعلان عن مناقصة دولية لمد إنبوب لتصدير  نفط كركوك عن طريق البصرة. على أنْ توكل مهمة حمايته للعشائر التي يمرُّ بها نظير أجرٍّ وتعهدٍ بسلامته . وإنشاء مصافٍ عملاقة للنفط في كركوك وبغداد وديالى والرمادي . وأستهلاك الجزء الكبير من هذا النفط الخام في المناطق القريبة وفق دراسات مركزة علمية. ومن الأسلحة الأخرى الأكثر مَضاءً غلق الحدود مع تركيا ومنع دخول البضائع منها وتوجيه النصح والتحذير للعراقيين من دخول الأراضي التركية.ولا اظن إننا سنموت جوعاً لو تخلينا عن التفاح والخيار التركي. 

كما يمكننا حفر آبار في وسط نهري دجلة والفرات لخزن المياه الفائضة في الأرض والإحتفاظ بها كمياه جوفية, وتطوير السقاية وحفر الآبار الإرتوازية ,ومفاوضة إيران حول حقوقنا في مياه الكارون وغيره من مصادر المياه المتأتية منها.

ويمكننا الضغط على أمريكا وتأجيل تحرير الموصل لحين إنسحاب القوات التركية من العراق. وتذكير أميركا بواجباتها تجاه العراق .علماً بأنها لم تفِ بإلتزاماتها تجاهه بشكلٍ مرضٍ. ولم تقدم له ما يجب من دعمٍ عسكري مطلوب, كما قدمت فرنسا ً أحدث الأسلحة والمدافع المتطورة مجاناً. وتذكيرها بأنّها مَنْ سهَّلَ لداعش دخول الموصل وإحتلالها . 

أميركا تنتظر بفارغ الصبر تحرير الموصل, لا من أجل أهلها أو سواد عيون العراقيين, بل من أجل الإنتخابات الأمريكية المقبلة  وتأثير هذا على نتائجها.

عندما يتخذ السيد العبادي من أميركا هذا الموقف ستضغط على تركيا حليفتها في حلف النيتو.وتضطرها للأنسحاب من العراق. والححج كثيرة ومنها الأتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة. 

هذه الأمور لو نفذها السيد العبادي بشجاعة ستُربك الإقتصاد التركي وسيهبط سعر الليرة التركية للحضيض . وستجعل أرغان يفكر ألف مرة. وسيُثبِتُ بها العبادي لنا وطنيته. وعندها سنرفع له القبعة.