بغداد تترقب بصمت.. لنعمل من أجل تأليف حكومة جديدة |
قبل أيام قلـيلـة كانت انتخابات مجالس المحافظات ، مئات اللافتات والصور والشعارات تنتشر في الشوارع والساحات العامة ، والمواطن العراقي يبحث في وجل عن وجه يأمل فيه خيرا . البعض، وهو كثير، أحجم عن التوجه الى صناديق الاقتراع بسبب اليأس والاحباط الذي عاشه خلال عشرة اعوام من حكومات جاءت بعد سقوط النظام الصدامي . حكومات كثر فيها المفسدون والمرتشون ، ولم تستطع ردم الهوة التي كانت بين المواطن والدولة . ما ان انتهت الانتخابات واقترب موعد اعلان النتائج حتى اندلعت فتنة الحويجة التي نسجتها قوى الظلام في دهاليز الجريمة الموجهة ضد ابناء شعبنا لتنحر ما تحقق من مكاسب قليلة حصل عليه شعبنا بعد حرمان دام سنين عجاف. ان فشل الحكومة وعدم اعتمادها اسلوب الادارة السليم في كافة المجالات السياسية والادارية والمالية ، وتوزيعها المناصب والمسؤوليات على الاقارب والاتباع رغم الامية التي يوصمون بها ،جعلتهم يعيثون فسادا في مفاصل الدولة ، ويخربون ما تركه النظام السابق من علامات رغم همجيته ، فصارت المقارنة بين الماضي والحاضر في صالح الماضي البائس ، وذلك من سخريات القدر. كما ان صعود نجم الارهاب والعنف لم يواجه بسياسة علمية وطنية لدحره ، وانما اعتمدت الحكومة على الاساليب البالية التي كان يتبعها الطاغية السابق ،التي من اوجهها نفـخ سلطة العشيرة وسلطة المسجد وسلطة التخلف ، فاصبح المواطن اسير سلطات لا تمنحه حق العيش بكرامة وحرية ، لذلك سهل كسر شوكته والانتصار على ارادته، ومطاردة الحكومة التي تدعي انها تدافع عنه ،بينما تدافع عن مصالحها ومصالح المرتبطين بها من شيوخ ورجال دين واتباع لا يجيدون سوى التملق والهروب الى أمام عند أية أزمة. ان مطاردة الحكومة من قبل قوى تؤمن بالعنف ستستمر فهي لا تستطيع المقاومة لانها عاجزة عن تحقيق آمال المواطنين وتحقيق ارادتهم ، صحيح انها نتاج انتخابات ، ولكن هذه الانتخابات ليست الميزان الفصل في القدرة على الانتصار على الموروث المعيق للتطور لانها هي نفسها مكبلة بالتخلف الذي تنطلق من شرنقته ، ولن تتمكن من الافلات من مصيرها المحتوم ، اما ما يمكن عمله فهو درء الكوارث التي ولدت معها ، لذا يتوجب على الجماهير الواعية والقوى السياسية الوطنية ان تأخذ زمام المبادرة وتبدأ عملية سلمية لانتاج وتأليف حكومة جديدة معاصرة تستطيع الانسجام مع الواقع العراقي المتعدد الثقافات والاجناس والاديان ، وان تخرج الحكومة القادمة من جلباب الدين والقومية والطائفية. |