هل اتاك حديث الطف (9) عندما يٌخترق الجدار الصلد |
لم يخلو الطف من فئة الشباب، بل كانت هذه الفئة شاغلة مسحة كبيرة فيه، وتميزت بالبطولات والصبر على المصيبة، وتحملت أقسى مصاب في سبيل الدين واصلاحه. لا ينسى العالم وقفات الشاب العباس ابن علي –ع-، وكيف انشغل عن كل الأمور الخاصة، وتفرغ للعام حيث الدين وطاعة امام زمانه، كذلك علي الأكبر واصراره على عدم المبالاة في النتائج مادام على الحق، في جوابه لأبيه عندما رأى ارواحهم تنعى إليهم، في الطف أيضاً ذاك الغلام الهاشمي القاسم ابن الحسن، حيث ينقل انه كان شديد العفة والوقار والحفاظ على الدين بكل تعاملاته. من بين شباب الطف النصراني وهب، ذاك الشاب الذي ائتزر بحب قائده بعدما أسلم على يده، وجاد بنفسه تاركاً ديانته الام، بعدما انار الله له طريق الحق، الذي سلكه خير مسلك، كذلك زوجته التي جاهدت كجهاده، وغيرهم كثيرين جادوا بدمائهم لينقلوا لنا طريق الدين الحقيقي. ما احوجنا اليوم لأولائك الشباب، الذين ضحوا من أجلنا، لماذا لا نكافئ تلك الدماء التي سالت لأجلنا؟ بقليل من الوقار والحشمة والتعفف وغص البصر، لماذا لا نتقيد من المحرمات؟ وخلفنا تلك القامات الشامخة من الشباب، الذين طرزوا طريق النور بدمائهم. لماذا نركض لاهفين لتقليد الشاب الغربي؟ ونحن نملك خزين من اهداف سامية وقيم رصينة، وضعوها لنا شباب الطف، لماذا لا نتبع أولائك الذين بذلوا مهجهم من اجل قضيتهم؟ فيما نهوي وراء تفاهات ساقها لنا اعلام يريد طمس ارثنا. خلاصة القول: ونحن نعيش ذكرى الطف، لابد من صحوة ضمير تزيل كل الحالات التافهة التي تغلغلت الينا، هاجمة على مشروعنا وتاريخنا، ولنقتدي بوقار القاسم وعفة وهب وبسالة أبا الفضل واقدام الأكبر. سلام. |