"سورية ...حجيج غربي وانكسار أمريكي !؟" |
بغض النظر عن نوايا واشنطن بحديثها عن مهاجمة قواعد عسكرية للجيش العربي السوري ،وبغض النظر عن التحالفات "الباطلة ..التقسيمية الطائفية "التي يتم تشكليها بين ليلة وضحاها ،وحتى دون علم المنخرطين بها ،بحجة محاربة الإرهاب "المصطنع والمنتج من قبل بعض الانظمة المنخرطة بهذه التحالفات "،مع إن خفايا ماوراء الكواليس تؤكد أن هذه التحالفات تحوي الكثير من الاجندة الخطيرة على مستقبل هذه الأمة وهذه المنطقة "،ونعلم جيدآ ان المستهدف بهذه التحالفات هو سورية الدولة التي بدأت اليوم تحقق انتصارآ فعلي على أرض الواقع على مؤامرة قذرة استهدفتها طيلة خمسة أعوام .
هنا لن ندخل بتفاصيل هذه التحالفات ،فما يهمّنا اليوم من كلّ هذا هو أنّ سورية استطاعت خلال هذه المرحلة وبعدمرور خمسة أعوام على الحرب الكونية عليها، أن تستوعب حرب أميركا وحلفائها وهي حرب متعدّدة الوجوه والأشكالوالفصول وذات أوجه وأهداف عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية،ومع انكسار معظم هذه الأنماط من الحرب على أبواب الصخرة الدمشقية الصامدة، أجبر الصمود السوري بعض الشركاء في الحرب على سورية علىالاستدراة في شكل كبير في مواقفهم ،وفي هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون، يتحدثون عن تعاظم قوة الدولة السورية بعد مراهنتهم على إسقاطها سريعاً، فالقوى المتآمرة على الدولة السورية بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة، بأنّ سورية قد حسمت قرار النصر وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وغيرهم، فسورية الدولة اليوم تسير في طريق واضح المعالم لتكوِّن محوراً جديداً في هذه المنطقة، بلفي هذا العالم، رغم ما تعرضت له من أعمال تدمير وتخريب وجرائم ارتكبت في حقّ شعبها من قبل محور العدوان .
إنّ تسارع الأحداث والتطورات الميدانية، وتعدّد جبهات القتال على الأرض والانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري وما يصاحبها من هزائم وانكسارات وتهاو في بعض قلاع المسلحين، "المعارضين حسب التصنيف الأميركي"، من المؤكد إنه سيجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على سورية على تغيير موقفها من هذه الحرب والاستدارة نحو التفاوض مع الدولة السورية، في محاولة لتحقيق وكسب بعض التنازلات، لعلها تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الميدان، وهذا ما ترفضه الدولة السورية اليوم وفي شكل قاطع، حيث تؤكد القيادة السورية والمسؤولون جميعاً، أنهم لن يقدموا لأميركا وحلفائها أي تنازلات، ويقولون بصريح العبارة "إنّ ما عجزت أميركا وحلفائها عن تحقيقه في الميدان السوري، لن تحققه على طاولة المفاوضات" ،ولهذا لن يفيد بعض الدول العربية والاقليمية الشريكة بالحرب على سورية التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة "الطائفية "،لإن سورية وحلفائها قد حسمت قرار النصر ولارجعة عن هذا القرار ،مهما كانت التكلفة.
اليوم ميدانيآ ،يتم حسم جملة معارك في العاصمة دمشق بريفيها الشرقي والغربي، لتأمين المدينة من جهة الجنوب،بالتزامن مع معارك خاضها وسيخوضها الجيش العربي السوري للإطباق على باقي حصون المسلحين الإرهابيين في ريفي حماة وحمص في شمالي وشرقي أرياف المدينتين وبعمليات نوعية وخاطفة، وفي حلب،فقد اقترب الجيش السوري من إحكام سيطرته الكاملة على احياء عدة شرقي مدينة حلب ،ما سيمهد الطريق مستقبلآ لتحرير أحياء المدينة التي يتحصّن فيها المسلحون،وهذا بدوره سيفتح الطريق لاطلاق عملية كبرى بالمستقبل القريب لتحرير محافظة ادلب .
ختامآ ،بهذه المرحلة من المؤكد ،إنّ صمود سورية هو الضربة الاولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرباليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة. |