ادى الماضون ما عليهم.. فلنودعهم مشكورين • نريد الاكتفاء من ذم ذاك الزمان والانشغال بمدح هذا.. فهل نقدر على حسن الانتخاب.. لإنشاء مجلس قوي موحدا الاطباء عرفا وقانونا. رهنت النقابات وجودها، بإستحصال مكتسبات لأعضائها، وترصين أدائهم وتدعيم أركان المهنة، هذا هو سر قيام النقابات، في أي مكان وزمان، وهذا هو سبب إنشائها، فإن أخلّت بواحد من تلك المواصفات، فقد مجلسها أهليته. وهذا ما تعانيه نقابة الأطباء العراقيين، منذ 2003، ولحد الآن؛ بحيث باتت مجرد مبنى يشغله أناس في رواح مجيء، من دون جدوى. إذ ظلت تنوء بثقل ترهلها، مثل بالونة رقيقة، ملئت ماءً، تكاد تتفلت من حيث ما مسكت! هذا هو واقع حال النقابة الآن، في ظل تشظي مجلسها، الذي تتنازعه إعتبارات بعضها غير مهني ، خلاف كلمة "نقابة" التي لا معنى لها سوى "المهنة". محاصصة خضعت نقابة الأطباء لضروف منظورة و غير منظورة أهمها ضعف الأداء لمجالسها والتجميد القانوني لعملها وعدم خروجها من قانون مجلس الحكم رقم ٣ لعام ٢٠٠٤ والذي جردها من فاعليتها المرجوة، في العمل رقابيا واداريا واجتماعيا، لخدمة اعضائها، وتطويرهم والارتقاء بمستوى أدائهم وحمايتهم من عنف الناس والقانون ضدهم. وتلك تبعات متوارثة، ليست وليدة المرحلة الأخيرة؛ ما يجعلنا نلتمس العذر، على سبعين محملا لمن سبق ان عملوا في مجلس النقابة، لكنهم تركوه ينفلت مفرطين بمصائر المئات من الافراد.. أعضاء الهيئة العامة والمرضى على حد سواء. لا يقف خطر إنفلات نقابة الاطباء، من عقال الصواب، عند حدود الضرر الذي منى به أعضاؤها فقط، إنما يعدوهم الى حرمان المرضى من حسن الخدمات؛ بغياب الرقابة عن أداء المستشفيات الحكومية. مآل لابد لنا من شكر المخلصين ممن حافظوا على كيان النقابة وأرشيفها وتنظيمها الاداري والطامحين الى تسليمها بروح عصرية لمن يفوز بالانتخابات ولابد لنا آن نأمل او نحلم ان تبنى نقابة قوية كفوءة توحد كل الاطباء وأن يتصدى لها الكفوؤون ، مانعين تسلل الطارئين الى جوهر المهنة؛ إذ أن للماضين حق التساؤل عن مآل جهودهم، ومن حقنا ان نسالهم عما تركوا لنا. وأن يكون الجواب موحدا سلبيات الماضي تنسى ببناء المستقبل بروح الإخوة والزمالة. من جانبنا نريد الاكتفاء من ذم ذاك الزمان، والانشغال بمدح هذا.. فهل تقدرون يا زملائي، على حسن الانتخاب، بموجب المواصفات المتبعة والمعمول بها في العالم قاطبة؛ لإنشاء مجلس نقابة قوي، يستحصل حقوق الاطباء من الدولة والمجتمع.. عرفا وقانونا؟ وهل لديكم الاستعداد لتوحيد الجهود لذلك والابتعاد عن نزعات الأنا ونعرات تفكيك الوحدة ( الاطبائية) التي ترمز لوحدة بلد و نموذج النخبة.
|