بغداد—عاصمتنا الحبيبة -- الموغلة في القدم والتاريخ. اســــــــــــــــــؤا المدن سمعة ومعيشيا
 بعد ان تغنى بها الشعراء والكتاب، وبعد ان كانت نجمة الشرق وقبلتها سمعة وجمالا وبهاء، تنتكس عاصمتنا الحبيبة بغداد مرة اخرى كأسوا مدن العالم سمعة ومعيشة خلال السنوات (13) التي اعقبت الاحتلال وحكومات الفساد المتعاقبة- اصدر "معهد السمعة" Reputation Institute تقريره السنوي عن أفضل وأسوأ البلدان سمعة في العالم.،ارتكز التقييم على عدّة عوامل، منها الأمان، وجودة المعيشة، والقدرة على اجتذاب السواح، وجمال الطبيعة ونظافة البيئة، والتقدم الاقتصادي، وكفاءة الحكومات. ولجأ المعهد إلى الانترنت لجمع بياناته، وارتكز في ترتيبه النهائي على أكثر من 58 ألف تصنيف صدرت في الربع الأول من العام 2016. منح كل دولة علامة من مئة، لتحتل السويد المرتبة الأولى لناحية السمعة الحسنة، تليها كندا، ثم سويسرا، وأستراليا، والنروج، وفنلندا، ونيوزيلندا، والدنمارك، وإيرالندا، وهولندا.،،وبحسب تقرير المعهد، تجمع عدّة عوامل مشتركة بين البلدان الأفضل سمعة منها منسوب السعادة المرتفع، والقيم المسالمة والتقدمية مثل السماح بزواج المثليين، ومستوى التعليم العالي، والعناية الصحية الجيدة. وبحسب التصنيف، يجب أن تكون علامة الدولة فوق 80 لكي تصنّف ذات سمعة ممتازة، وبين 70 و79 لتنصف ذات سمعة قوية. 14 بلداً فقط نالت العلامة العالية، في حين صنفت أكثر من 50 دولة في مراتب متوسطة أو ضعيفة. بلدان عربيان فقط حازا على علامات بين 40 و59 هما المغرب (39 عالمياً)، والإمارات (46 عالمياً). في حين جاءت في مراتب متأخرة كل من قطر، ومصر، والسعودية. وجاء العراق في المرتبة الأخيرة، تسبقه إيران وباكستان.- وبحسب موقع "بزنس إنسايدر"، من الطبيعي أن يكون العراق للأسف، أسوأ البلدان سمعة في العالم. فبلاد ما بين النهرين تعيش حرباً متواصلة منذ نحو عشرين عاماً. ولكثرتها، لم يعد أحد يحصي التفجيرات اليومية المتنقلة بين المدن العراقية، لتضاف أخيراً جرائم داعش إلى لائحة مآسي البلاد، بالرغم من أنها أرض الحضارات الأولى، ومولد فنانين وشعراء، وتشكليين، ومعمارين كبار. وكانت بغداد قد ذيلت لائحة المدن التي يحلو فيها العيش في العالم، لكن ذلك لم يمنع سكانها من الإعراب عن تمسكهم بمدينتهم وأملهم في أن تستعيد بعضاً من بريق ماضٍ رسّخ لها مكانة مرموقة في التاريخ. واحتلت عاصمة العراق المركز الأخير بحسب الدراسة السنوية للأماكن الأفضل للعيش، والتي تعدها مجموعة "ميرسير" للاستشارات بين 223 مدينة شملتها الدراسة، وذلك للمرة الثانية بعد دراسة سابقة أجريت العام 2011. وحلت أمام بغداد التي تعتمد حكومتها موازنة سنوية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، مدن مثل بانغي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وبور أو برانس في هايتي، ونجامينا في تشاد. وجاء تصنيف المدينة الأسوأ بسبب غياب الأمن ونقص الخدمات وفقاً للدراسة التي تستند إلى نحو 40 عاملاً، تشمل البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن وسائل الترفيه والسكن والبيئة الطبيعية. بريق ماضٍ خفت يذكر أن بغداد احتفلت بذكرى مرور 1252 عاماً على تأسيسها، وهي تكافح لاستعادة بعض من بريق ماضٍ رسّخ لها مكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي والعربي قبل أن تمحوه صراعات لم تتوقف فيها منذ عقود. وبدأ بناء بغداد على ضفتي نهر دجلة في يوليو من العام 762 في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (714-775) الذي أطلق عليها اسم "مدينة السلام".وأدت العاصمة العراقية منذ إنشائها دوراً محورياً في الحضارتين الإسلامية والعربية، وكانت بين أفضل مدن العالم في سبعينيات القرن الماضي. وتعيش بغداد منذ الاجتياح الأميركي العام 2003 على وقع أعمال عنف يومية تشمل الهجمات الانتحارية والمسلحة والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والاغتيالات التي ينفذها مسلحون. وتبدو العاصمة بسبب أعمال العنف هذه، عبارة عن وعاء إسمنتي كبير، حيث تنتشر في شوارعها الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي تحيط خصوصا بمبانيها الحكومية ومقرات الوزارات والمصارف خوفاً من التفجيرات.عاشت التنوع الاثني والديني والمذهبي على مر العصور وأنجبت كبار الأدباء والشعراء. يستهدفها الارهاب في تفجيرات مفخخة ويأمل أهلها أن تعود لتنعم بالسكينة والسلام.---غداد سكنتها على مدى الدهر إثنيات كثيرة قبل أن يأتي العرب بالفتح الإسلامي.."، مضيفاً أنه "كان هنالك رخاء اقتصادي، وكانت كل القوميات تتبلور وتتبوتق في سوق واحدة وبالتالي لم تكن هناك خلافات،، "بغداد أنجبت مجموعة كبيرة من الشعراء العراقيين البغداديين أو البغادة كما نسميهم، ونستطيع أن نقول إن عدداً من هؤلاء الشعراء الذين قدموا من محافظات قد تبغددوا". تميز العمران البغدادي بما يعرف "بالشناشيل" والتي غالباً ما تكون إطلالة البيوت الرئيسية على الأزقة والأحياء البغدادية القديمة.. وأصبحت رمزاً لها بشكلها الهندسي والمقرنصات. لم تعش بغداد داراً للسلام لفترة طويلة.. فهي كانت موعودة بالاحتلال الذي ترك أثره في تغير حالها وتعايش أهلها .. وقد يكون هذا سبباً بالاضافة للهجرة الجماعية، والسكن فيها من جنوب وغرب العراق في ضياع شتت ملامحها،، وقدر لبغداد أن يحكمها من ليس من أهلها.." هذا ما قاله الدكتور عصام الفيلي، أستاذ التاريخ في جامعة بغداد، والذي يشير إلى أن "بغداد كانت منفى لكل الولاة السيئين الذين فقدوا الحظوة عند السلطان". وعانت بغداد كما مدن العراق خلال الاحتلال من ضرر كبير أصاب البنى التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن، علاوة على ما نشر حول سماح القوات الأمريكية بسرقة الوزارات والمنشآت في بعض المدن السورية الى عنف طائفي كان له أثر كبير على عودة شبح الطائفية الى أرض الرافدين.الحكومية وعدم منع سرقة وتخريب الممتلكات وخاصة المتحف العراقي التاريخي الذي نهبت مقتنياته الشاهدة على حضارة العراق التي تعود الى ما قبل التاريخ.، وشهدت السنوات التالية على الغزو، انقسام العراق طائفيا،ولم يكد العراقيون يتنفسون الصعداء لدى انتهاء الحصار الذي أثقل كاهلهم وتسبب بهجرة مئات الآلاف الى دول الجوار ودول غربية طلبا لحياة أفضل، حتى بدأت أعمال القتل الطائفي والعنف الممنهج تبرز على الساحة.ووصلت أعمال العنف الطائفي أوجها في عامي 2006 و2007 قبل أن تنحسر في عام 2009، إلا أن اندلاع الأزمة في سورية المجاورة وتحول التظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير والاصلاح انهت جذور الطاىفية التي يقودها سياسيو الصدفة من الجهلة والفاسدين- العراقيون لا يزالون يحلمون بالتغيير ولا يزال الواقع دون مستوى طموح العراقيين، فالبلد يعاني ازمة اقتصادية حادة ، وظرف معيشي متدني، وانتشار الفاسدين في مؤسسات الدولة تحت حماية ونفوذ السياسيين واصحاب النفوذ، ومازالت بغداد تعاني ضعف وسوء الخدمات التربوية والصحية ، وتعيش ازمات داخلية وخارجية خانقة، ورغم كل ذلك مازال العراقيون يحلمون بفجر جديد، بغداد اليوم، وهي تحاول أن تسترد رونقها وتعيش داراً للسلام .. تكافح حرباً جديدة ضد الموت هنا ودمار التفجيرات هناك.. وأمل أهلها أن تعود لهم بغدادهم التي تنتظر منهم أن يفوا بحقها عليهمa