قصائد للشاعر: رافع حلبي دالية الكرمل - ديوان جديد قدوم الأنبياء |
قدوم الأنبياء
أتألم لألمكم إخوتي في كل مكان فكيف تريدونني أن أصبر على جوعكم وجراحكم النازفة * * * * * متمرد على الحياة أنا متمرد على الظلم على الزور والبهتان فما عساني أفعل ؟. * * * * * وحيد بين الجدران وحيد في مغارة لا يدخلها نور الشمس ولا هواء الكرمل وجبل السماق ولا حتى نور مصابيح الجليل ورياح صنين . . . ماذا أفعل بحكمة رسخت في العقل والفؤاد . . . ماذا ؟ ماذا أفعل بروح تقمصت وتعلقت على أبواب السماء روح انشطرت تمزقت على دروب الأحبة فأنهكها ا الانتظار . . . لم أزل أنا صاحب الروح والجسد الذي توارى مئات المرات النفس هي النفسُ ما تغيرت وما ضاعت منها غفلت الصباح وانتظرت ومازلت في انتظار قدوم الأنبياء . . . ولقاء الأحبة الأبدي والمثول بين يدي الرحمن ما زالت الروح تنتظر في كل الأدوار وترتجي خاشعة طلب اللقاء . . . لقاء الأحبة . . . من أهل الأرض على بوابات سور الصين وأهرام مصر . . . * * * * * حدثتني أمواج البحر على شاطئ حيفا عن فرح الصيادين برزقهم سمكة من قلب البحر تطعم عائلة مباركة الأولاد رغيف خبز واحد يكفي ليومين آه يا زمان . . . يوم كانت المحبة الطعام والشراب هاجت الأمواج فعلمت أن المحبة صارت سراب . . . سراب . . . * * * * * رزق من البحر رزق من السماء وكون للعبيد سُخَّر في الذاكرة يلوح دوماً خبر قدوم الأنبياء عصرنا ذوت فيه الأنوار وصار الطموح مهزلة وجزت رقاب الأوفياء . . . * * * * * وقفت في ظل نخلة على الشاطئ فعرفت كيف يخمر رطبها فيصبح نبيذاً للصلاة والسلاطين آه يا ريح الجنوب الآتي من أرض مصر السر فيك والنخلة تعترف تحدث جبل الكرمل عن كل الطيب معطر يا ريح مصر بأنفاس سيدنا يوسف معطر يا ريح مصر من ريح يوسف من زمن لم نعهده زمن الأنبياء . . . * * * * *
على كفي الزمن
لطعم القهوة الصباحية معكِ رونق خاص . . . يفهمه من تذوق القهوة معك في كل صباح ومساء مُتأثر أنا بلون بشرتك وعمق فكركِ وكلماتكِ العالقة بين حنايا فؤادي المحب لكل ما عندك . . . أهذا هو العشق سيدتي الذي لا يرى إلا جمال الأشياء عندك ولك من خالق الكون كل الجمال . . . أتعجب كيف استطاع عمري أن يسافر بدونك حتى الآن أتعجب من هدوئي حين أنظر إلى عينيك الصامدتين كصمود كرملي الأخضر في وجه الأعداء والبحر والسماء . . . هنا رسمنا لنا مدينة بنينا لها سور وقلاع وهدمتها أمواج البحر وأزالت عن رمل الشاطئ القناع فازداد حبي لكِ فسافرتِ مع أحلام الطفولة من انتظار إلى انتظار وقفتُ في كل محطات القطار لكنكِ لم تأتي إلا بعد مئة عام من الانتظار . . . مرت مئة عام ومائة بعدها وما زلت أحمل روحي على كفي الزمن بين الأجيال أسافر أحاول الوصول . . . الوصول لكنكِ ما زلت في طرقات السفر تتجولين بجواز سفر حزين وأنا أحملك بروحي من جيل إلى جيل ولا أغادر . . . أريد أن أقدم لك باقات الورد الأحمر عند اللقاء سيدتي كي نتم الحديث مع القهوة الصباحية فقد بدأنا قصتنا منذ أعوام وأعوام وتعب من حمل الروح الفؤاد وتعبت روحي من السفر وسئمت الانتظار . . . فما عسا أن أفعل وأنت وعدتني المجيء بعد مائتي عام . . . وانقضت مائتي عام بعدها وأنا واقفا ها هنا أحملك بأحلام طفولتي ويوم حلمت بك في المرة الأولى كانت تلك البداية قبل ألفي عام . . . * * * * *
لماذا تأخر قدوم الأنبياء . . .
لماذا يا ربي لا يأتون الأنبياء وساد الأرض قوم النفاق يدعون الرحمة والحكمة والعدل والعطاء وهم في الأسفل في الحضيض أسفه السفهاء . . . يغرسون الرؤوس المقطوعة بدل القمح فتنبت أرضهم ظلماً زوراً وبهتان . . . يا مدائن الملح ويا مدائن الضباب قد واساكِ الويل وانتحرَ فيكِ العتاب فما من مسلكٍ حسنٍ يسلكه العباد إلا جزُّ الرقاب . . . جزُّ الرقاب . . . من هنا من هذه الصحارى مر الصحابة والرُّسْل الكِرام وركض العباد نحوهم نحو نور كما النهر يجري فوق التراب فتخضر الصحارى والهضاب . . . جرى في الأرض نهر من حقائق الأمور وسارت الشمس في بحار من نور اكتملت الكواكب فأصاب البشر الذُّهول . . . فتذكروا مرور الوثنيين والمجوس من هنا مروا قبل الصالحين والأنبياء زرعوا الرعب في قلوب الموحدين فازوا في زمن التخلي عن النفوس . . . ادعوا الإلوهية والتوحيد أقفلوا أفواه الصالحين وتحدثت فيهم وعنهم العفاريت ما أصعب الصمت عند الحاجة للكلام . . . حين تنفجر الحناجر من الكلام المتعفن وصياح الظلم المداهم والظلام . . . ما أصعب الصمت حين ينتفض فينا ضمير الحياة فنبتهل للعلي القدير ونصرخ لماذا تأخر قدوم الأنبياء . . . * * * * *
|