رواية من زمن العراق ٢٢ فراگيات |
مشهد النهاية
مازلت اذكرها....
سرادق كبير تملؤها قنفات الجيران ،وموقد النار التي هيأها عزاوي القهوجي لطبخ القهوة وتخدير الشاي على مدار ثلاثة ايام تجمع شباب الدربونة المنتخين لخدمة المعزين ومن تبقى من كبار السن الذين اعفوا من خدمة الجيش .
وفي مساء ثالث ايام العزاء تكون الانتقاله الى ختمة المقريء العراقي عبد الستار الطيار ورفيقه طالب السامرائي
من خلال لوحة فراگيات تدمع حتى من كان قلبه قطعة حجر جلمود التي يصممونها على فصلين ..
يكون اشدها الماً ذكر حواريات للراحل مع ذويه وامه وبنيه ،هنا يزداد المفجوع جزعاً وينفجر المألوم دمعاً وتهيم الثكلى بدنياها،
اما الباقون فيمدحون القراء ويكيلون عليهم بالثناء وتوضع بعدها وجبة العشاء ويدفع مبلغ القراء مع الشكر والتقدير .
وتوزع اشرطة التسجيل على كل مكاتب العراق بأسم (طالب السامرائي وعبد الستار الطيار في مجلس عزاء) وكانهم اصحاب الفضل والريادة في التعزية.
هنا وبعد الصلاة والسلام على نبي الانام تنتهي ايام العزاء ويذهب كل مخلوق الى رزقه ويتقاسم الاهل مبالغ واجب العزاء وكأن شيئا لم يكن...
هذه نهاية الحياة وبداية الممات في هذه الدنيا ،لايتضرر منها .
ومازالت تتكرر مع بعض التغييرات البسيطة .
|