كتاب الرأسمال هو احد اكثر الاعمال تأثيرا في العمل السياسي و الاقتصادي وهذا الكناب يعد اكقر الكتب اثارة للجدل ٫--- كتاب من اربع مجلدات تتناول التاريخ و الاقتصاد و السياسة و طبيعة الانسان يناقش كاتبها هذه المحاور بشكل مكثف.كتاب ماركس كما هو معروف لدى الجميع كان هو المؤسس لنص حركة سياسية و التي كان نجاحها و فشلها هو المشُكِل للعالم الحديث. مع ولادة الاتحاد السوفياتي في 1922 اصبح كتاب الرأسمال هو المرجع السياسي الاول للقوى العالمية انذاك.و مع نهاية الحرب العالمية الثانية كان العالم السياسي يشهد صراع بين النظامين الشيوعي و الزأسمالي. بين الاتحاد السوفياتي و الصين الشعبية من جهة وبين اميركا و اروبا الغربية من جهة اخرى. انشأ هذا الصراع حربا باردة و التي وازنت مصير العالم انذاك واثارت السؤال حول اذا ماكان ماركس محقا او مخطئا حول ذلك الصراع الذي تواجه فيه الشيوعية الرأسمالية هذا الصراع سيؤدي حسب ماركس الى اندثار الرأسمالية و تحول النظام العالمي الى الشيوعية, لكن مع سقوط جدار برلين في 1989 تمت الاجابة عن هذا السؤال بشكل نهائي.لكن بقي تأثير ماركس مستمرا الى اليوم و تكون الصين التي تعتبر اخر قوة شيوعية التي تخطط لان تأخذ مكان امريكا كأحد اقوى الاقتصادات في العالم بحلول 2025 ذاهبة ابعد مايكون في القرن 21. لكن لنخوض قليلا في كتاب ماركس هذا و نتعرف على آلية عمل المجتمع الرأسمالي لنعرف اكثر كيف و لماذا انتقد ماركس هذا المجتمع. كان كارل ماركس مفكرا ثوريا و فيلسوفا و الذي رأى الجواب لكيفية عمل المجتمع الرأسمالي. في كتابه "الرأسمال " شرح ماركس ان النظام الاقتصادي الرأسمالي ينتج علاقة الانتاج او العلاقة بين العامل و صاحب الراسمال في نظريته هذه يبرز ماركس ان هذه العلاقة تعتمد على استغلال العامل. نظام طبقي تكون فيه طبقة فوق طبقة اخرى بمعنى ادق ان طبقة العمالين تحت من يملكون وسائل الانتاج او الراسمال. وهذه الية عمل النظام الراسمالي حسب ماركس : صاحب الراسمال يستخدم رأسماله في انتاج السلع و التي تجعل منه غنيا ٫---العامل يبيع خدمته لصاحب الراسمال على شكل اجرة. هذه الاجرة تساعد العامل على شراء سلع اخرى. لكن كيف لوسائل الانتاج هذه ان تلعب على شكل مقياس اصغر؟ لنأخذ مثال محسن و الذي اشترى له ابوه الغني لعبة غالية لكن محسن لديه فكرة استثمارية قرر محسن اخذ لعبته الى المدرسة لكرائها للاطفال في كل استراحة ما يجعله يجني درهم كل يوم لكن بعد مدة جنى محسن مايكفي من المال لشراء لعبة اخرى والتي يأخذها للمدرسة ويكتريها مع الاخرى محسن الان يجني درهمين في اليوم استمر محسن في شراء المزيد من اللعب من ثروته المتزايدة اصبح معها الاطفال يهرولون لانفاق اموالهم من اجل اللعب بلعب محسن. هذا المثال مشابه لما يطلق عليه ماركس "التعلق السلعي" العمال بحاجة الى السلع وهم يرون المال لاستهلاكه عوض بناء رأسمال به . بينما في مثالنا هذا الاطفال يرون في اموالهم هدف للعب ب-السلعة- اللعبة و محسن يرى في الاموال هدف لشراء المزيد من اللعب وجني المزيد من المال وفي الاخير يصبح لدى محسن الكثير من اللعب لاكترائها و الكثير من المال للجمعه في كل استراحة لكنه في حاجة الاستأجار شخص ما لمساعدته. محسن وظف ياسين والذي يدفع له درهم في الاسبوع ياسين يعمل في اربع من اصل خمس استراحات لكنه مثل الاطفال الاخرين الذين يكتري لهم اللعب يريد فقط اللعب بلعب محسن وفي يوم عطلته يصرف دخله للعب بلعبة محسن. ماركس يعتقد ان هذه العلاقة الاجتماعية بشكل كامل في صالح الطبقة الرأسمالية -محسن- وان مصروف العامل- ياسين - الانه يقوم بالعمل كاملا من اجل كسب مال كافي للعب باللعب محسن في نهاية اسبوع عمله ومحسن في الاخير يرجع ماجناه ياسين الانه هو من يملك الرأسمال. هذا المثال يجرنا الى ماتحدث عنه ماركس في نقده لللاقتصاد السياسي ويقول" البضاعة هي شئ خارجي بالدرجة الأولى شئ يسد حاجة من حاجات الإنسان. طبيعة هذه الحاجات ان كانت نتيجة حاجة حقيقية او متخيلة فالامر لايحدث فرقا" يتحدث هنا ماركس ان السلع خلقت لتلبية حاجات متخيلة او مصطنعة. وتحدث ايضا ان بعض السلع يتم "عبادتها" او التعلق بها على الرغم من انها من انتاج العامل و تصبح مرغوبة الشئ الذي يكسبها مفعول السحر على الناس--- عندما تضفى على "الاشياء" هذه الهالة الرغباتية الامر الذي يساعد اخفاء حقيقة ان هذه الاشياء صنعت على يد العمال. صاحبو الراسمال في نظر ماركس يملكون وسائل الانتاج و بالتالي فهم يملكون السلع التي تتننج --- قد يبدو ان المصانع العمال عالية التنظيم لكن الرأسمالية نفسها هي نظام غير منظم - فالسوق غير مسيطر عليه.و المنافسة تعني ان الاستثمارات تذهب الى اهم القطاعات المربحة في السوق و تنسحب من الاخرى الغير مربحة , هذا سيؤدي حسبه الى التمدد والانكماش " وفرة كبيرة في المناصب متبوعة بفترات من البطالة و الكساد." والراسمالية حسب ماركس تولد بشكل اتوماتيكي جيوش من العمال تتألف من من اصبحو معطلين بسبب تقلب السوق. فتحت االرأسمالية. العمال يبيعون قدراتهم للعمل كسلعة. هنا يشرح ماركس ان هذه العملية الاجتماعية تكشف النقاب عن نقطتين مهمتين في بنية المجتمع الرأسمالي : اولا ان العمال احرار في بيع قدراتهم العملية (اي انهم ليسو عبيد). ثانيا ان العمال ليست لديهم القدرة على كسب قوت يومهم دون بيع قدراتهم العملية ( خدم تعيش) فهم كطبقة. مجبرون على بيع قدرتهم العملية فماركس لا يظن ان الفوارق الطبقية جامدة. فالافراد يستطيعون ان يكونو ملاك مستقلين ورأسماليين. لكن هو يظن ان العلاقة بين الطبقات بنيت على الحاجة و الاستغلال.فاالمداخيل المالية للعمال لا تعكس قيمة العمل الذي يقومون به. فالملاك يستغلون العمال عبر اخد فائض الثروة التي يخلقها العمال انفسهم. هذا المفهوم للاستغلال هو مفهوم علمي. لكنه محشو باكراه اخلاقي. ماركس اراد تحفيز العمال ليناضلو ضد الطبقة الرأسمالية الانه رائ ان هناك معركة مصالح حامية بين الطبقات. هذه المعركة تجسدها معركة "يوم العمل" الان المالك يريد زيادة ساعات و ايام العمل لزيادة قساوتها.و العمال يناضلون من اجل نقص ايام العمل و نقص قساوتها.فالطبقتين يبررتان انهما يناضلان من اجل مصالحهم و المعركة ستقرر بالقوة في "صراع الطبقات" بين العمال و الرأسماليين. وفي الاخير لا ينكر احد ان كارل كرس كتابته لتثقيف الطبقة العاملة حول طبيعة النظام الرأسمالي فهو اتخذ منهجا علميا فريدا في بحثه اسماه المادية التاريخية. و تعني دراسة التاريخ عبر الاقتصاد و الانتاج الجماعي .هذا المنهج مازال مؤثرا حتى بعد 150 عام من وفاته. فلا شك انني ناقشت بشكل مختصر محور كبير ومتشعب من محاور كثيرة و عميقة ناقشها كارل ماركس في كتابه فصراحة قليل من الكتب هي فقط من استطاعت ان يكون لها هذا التأثير الذي خلفه هذا الكتاب في الحياة الفكرية على المجتمع. كتاب الرأسمال كان له الاثر الاعمق على تاريخ الاشتراكية و الشيوعية و الحركات المرتبطة بها التي انتشرت في القرن العشرين فالقرأت التي تشكلت من بعد,تشكلت من صلب افكار هذا الكتاب و هي التي شكلت الايديولوجيا السياسية للماركسية - و القاعدة النظرية للشيوعية الحديثة.
|